كان للعرب المسلمون دور بارز ومؤثر في تطوير وتوسيع نطاق المعرفة حول الرياضيات بشكل عام وعلم الجبر خصوصاً. لقد أسهموا إسهاماً كبيراً في تعزيز هذا العلم وألهمت أعمالهم العديد من العلماء الغربيين فيما بعد. يعود الفضل إلى هؤلاء الفلكيين والرياضيّين المسلمين الذين وضعوا أساسات متينة لعلم الجبر كما نعرفه اليوم.

في القرن الثامن الميلادي تقريبًا، برزت شخصية عالم الرياضي الشهير محمد بن موسى الخوارزمي والذي يعتبر أبو علم الجبر الحديث باستخدامه لبعض الرموز الحسابية مثل "x" و "+" و "-" و "/" . وقد ألف كتابه الرائد "كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، والذي كان له تأثير كبير على مجال الرياضيات الأوروبية خلال فترة القرون الوسطى.

كما ساهم العالم العربي أبو كامل شجاع بن أسلم في توسيع مفاهيم نظرية الأعداد وجذر التربيع المكعب بالإضافة لكتابه الموسوم بـ "رسالة في إيجاد ما ليس له نهاية". حتى وصل الأمر إلى الإمام الحسن بن الهيثم صاحب الكتاب المرجعي الآخر وهو "نظام المجسطي".

بالإضافة لذلك، فإن علماء آخرين مثل البيروني والفارابي والإدريسي تركوا بصمتهم الخاصة بتطوير تحليل النظم الخطية والمعادلات ذات الدرجة الثانية وغير ذلك الكثير مما دفع المجتمع الدولي للاعتراف بدور المسلمين الريادي في تكوين علوم الرياضيات الحديثة. إن هذه المساهمات التي قدموها هي جزء حيوي من تاريخ البشرية الجمعي والتي تستحق الاحترام والتقدير بإسهاماتها المحورية نحو تقدم الحياة الإنسانية معرفياً وثقافياً واجتماعياً أيضاً.