تاريخ مكة: مسيرة حضارية عبر الزمن

التعليقات · 1 مشاهدات

مدينة مكة المكرمة، موطن البيت الحرام والكعبة المشرفة، تحمل بين أحضانها ثراءً تاريخياً يعكس عمق روافد العربية والإسلام. تنبع جذور هذه المدينة المقدسة إ

مدينة مكة المكرمة، موطن البيت الحرام والكعبة المشرفة، تحمل بين أحضانها ثراءً تاريخياً يعكس عمق روافد العربية والإسلام. تنبع جذور هذه المدينة المقدسة إلى زمن خلق الإنسان عندما آوى إليها نسل آدم وأحفاد نوح. ومع مرور الوقت، شهدت مكة تطورات جوهرية تحتضنها الطبيعة المتفردة للمنطقة الصحراوية المحاطة بجبال الأبواء.

أبرز علاماتها التاريخية جاءت بزيارة إبراهيم عليه السلام وزوجته هاجر ومولوده إسماعيل. هنا، وهبت رحمات الله بركة بئر زمزم، مما مهد الطريق لتكون مركز جذب للحجاج والسكان الذين بدأوا يستقرون حول الموقع. فيما بعد، دبت أنفاس الحياة مجددًا برؤية إبراهيم وإسماعيل لإعادة بناء أسس الكعبة الشريفة – رمز الإيمان والتسامح العالمي الذي قامت عليه رسالة الإسلام.

انتقلت مشعل الحضارة إلى عصر القرشيين حين غدت قبيلة قريش العمود الفقري لمجتمع مكة تحت ريادة قصي بن كلاب، أسلاف رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن حدث مهم غير مسار تاريخ العالم كان ولادة النبي المصطفى سنة 571 ميلادية؛ إذ اختاره الرب بخاتمية النبوة ونزوله كتاب البينات "القرآن". منطلقًا من شبه الجزيرة العربية، نشر التعاليم الإسلامية ودعا إلى العدالة والرحمة الإنسانية خارج الحدود تمامًا كما رسم دليل حرية الوصول لكل البشر لما له من قدرة متكاملة لتحقيق الانعتاق الروحي والنظام الاجتماعي المنشود حاليًا عالميًا أيضًا!

وفي خضم الثورة المعرفية الحديثة، حظيت المدينة بتنمية مستدامة بفضل جهود المملكة السعودية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتستقطب ملايين المصلين سنويًا لقضاء الشعائر الدينية داخل حدود البلدة القديمة سواء لأداء فريضة الحج أو عمرة المسجد الحرام. لقد حافظ نظام العمل الحكومي بإدارة أملاك آل سعود على اتخاذ تدابير تحديثية شاملة تعزيز الخدمات العامة وإنشاء وسائل نقل فعالة تكفل اقتراب الأميال الطويلة ذات الحمولة المرتفعة لحركة المرور غير الاعتيادية الواردة للعاصمة الدينية الرئيسية خلال مواسم العيد الكبير والصغير تحديدًا. إن تراث مكة الغالي هو سرقاء للأجيال الجديدة قادرة باستمرار على احتضان جمال الماضي وتحديث المستقبل بما يحقق رؤية وطن مزدهر ومتعدد الثقافات مهما تغير عصر الفرد الموجود بها .

التعليقات