- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
في هذا اللقاء الافتراضي، يركز المناقشون الثلاثة على الجانب الداكن المحتمل للاستناد إلى مفهوم "الحرية الفردية" كتكتيك ضمن نظم الحكم الاستبدادي. رتاج الحسني بداية توجه الانتباه نحو كيفية استخدام الحكومات لكلمة "الحرية". حيث توضح كيف يمكن أن تروج هذه الأنظمة لحريات أساسية مثل حرية التعبير والتجمع بينما لديها قيود سرية تحفظ السلطة لنفسها، مما ينتج عنه نوع من الحرية الظاهرية أكثر منها الواقعية. يتفق نوفل الدين بن داوود بشدة مع وجهة نظر رتاج. ويضيف أنها طريقة ذكية للغاية تُستخدم من قبل تلك الأنظمة - وهي تقديم أمثلة على الشفافية والحرية، رغم وجود شبكة من القيود السرية خلف الكواليس والتي تعمل كنظام رقابي غير مرئي يقيد المجتمع. هذا النهج يُعتبر خطوة محتالة تهدف إلى إيهام المواطنين بأن النظام يسعى حقاً لما فيه خيرهم. أما فخر الدين الحدادي فيشدد على أهمية عدم الانخداع بهذا الوهم السياسي. فهو يشجع الجميع على إدراك الطبيعة الحقيقة لهذا النوع من الخطابات والممارسات التي تقوم بها الأنظمة الاستبدادية لتلميع صورتها علناً أثناء قمع الأصوات المستقلة خلف الكواليس. وبالتالي فإن الرسالة الرئيسية هنا هي التحذير من خطر الاعتماد العمى على عبارات مثل "الحرية الفردية"، لأنها غالبا ما تكون مجرد واجهة للنظم المستبدة.