كانت الحروب الفارسية اليونانية سلسلة من النزاعات التي دارت رحاها بين إمبراطورية فارس القديمة والإمبراطورية اليونانية خلال القرن الخامس قبل الميلاد. هذه الفترة الزمنية تعتبر واحدة من أكثر الفترات حيويةً وتأثيراً في تاريخ العالم القديم. بدأت الحرب مباشرة بعد انتصار الفرس تحت حكم الملك داريوس الأول عام 492 ق.م، عندما استولوا على مدن يونانية في آسيا الصغرى كجزء من جهودهم للتوسع شرقاً.

في البداية، شنّ الفرس هجمات متعددة ضد المدن المستقلة لليونان مثل أثينا وسبارتا، لكن الجهود الأولى فشلت بسبب مقاومة الشعب اليوناني الشديدة واستراتيجيات القتال البحرية المتقدمة للمدن الإستراتيجية مثل أثينا التي كانت تسيطر على أسطول بحري كبير. أدى هذا إلى معركة سالاميس الشهيرة عام 480 ق.م والتي انتهت بتراجع القوات الفارسية بشكل مدوٍّ.

بعد ذلك، بدأت مرحلة جديدة من الصراع حيث حاول الفرس إعادة تنظيم صفوفهم والاستعداد لمزيد من الهجمات بينما واصل اليونانيون بناء تحالفتهم لتحقيق السلام الدائم. تمثلت ذروة هذه المرحلة في المعارك الرئيسية التالية: بلاتايا (479 ق.م) وميونيكا (465 ق.م). شهدت هاتان المعركتان انهيار قوة الحملة البرية للفارس وهزيمة كبيرة لجيش داريوس الثاني.

وعلى الرغم من الانتصارات المؤقتة للشعب اليوناني، إلا أنه لم يتم تحقيق سلام دائم حتى اتفاق سلام كاليا عام 449 ق.م والذي وضع نهاية رسمية للحروب مباشرة ولكن ليس للنزاعات السياسية والثقافية الناجمة عنها والتي امتدت قرونا لاحقة. لقد تركت هذه الأحداث بصمتها الواضحة على الثقافة والتاريخ الأوروبي والعالمي باعتبارها أحد أهم الوقائع المشكلّة لتلك الحقبة المبكرة جداً.