الموقع الاستراتيجي الفريد للعالم الإسلامي: مركز التجارة والتواصل العالمي

التعليقات · 4 مشاهدات

يُعدّ العالم الإسلامي أحد أهم مناطق العالم من الناحية الاستراتيجية والجغرافية، ليس فقط نظرًا لتاريخها الحافل بالثقافة والدين، وإنما أيضًا لوضعها الممي

يُعدّ العالم الإسلامي أحد أهم مناطق العالم من الناحية الاستراتيجية والجغرافية، ليس فقط نظرًا لتاريخها الحافل بالثقافة والدين، وإنما أيضًا لوضعها المميز جغرافياً والذي لعب دوراً محورياً في تاريخ البشرية وحاضرها. يتمتع هذا الجزء الكبير من العالم بثراء بيئي وتعقيد جيولوجي كبير، مع مجموعة متنوعة من التربة المناخية والسطحية النادرة عالمياً.

منذ القدم، كان للعالم الإسلامي دور أساسي في ربط القارات الثلاث: أوروبا وآسيا وإفريقيا. فهو يشغل مكاناً استراتيجياً بين هذه القارات الرئيسية، بحيث يمكن اعتباره "بوابة" بينهما. وهذا الوضع المركزي يعكس نفسه بشكل واضح عند النظر إلى خارطة العالم، فالامتداد الجغرافي للعالم الإسلامي يغطي جزء كبير جداً من الكوكب، بما يقارب 30٪؜ من مساحته الكلية.

كما أنه يحتل مواقع متقدمة على معظم الممرات المائية العالمية الرئيسية مثل الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة لمضائق مهمة كالذي يدعى باسمه ("باب المندب") وكذلك مضيق جبل طارق ومضيق هرمز. هذه المواقع جعلت من المنطقة طريقا حيوياً للتجارة الدولية منذ قرون طويلة حتى يومنا هذا. إن التحكم في تلك الطرق البحرية له تأثير مباشر على حركة البضائع حول العالم، وبالتالي تؤثر مباشرة في اقتصاديات الدول المعنية.

التنوع البيولوجي هو الجانب الآخر المؤثر للموقع الاستراتيجي للعالم الإسلامي. تحتوي منطقة النفوذ الثقافي والإسلامي على ثروات طبيعية ومعادن نادرة نتيجة اختلاف أنواع التربة والصخور تحت سطح الأرض. علاوة علي ذلك فإن التوزيع المختلف لعوامل مثل الارتفاع وانحدارات الأرض خلقت ظروف موسمية ومتغيرات مناخية فريدة لكل منطقة داخل هذه المنطقة الواسعة.

هذه الاختلافات الطبيعية أثرت بلا شك على نمط الحياة المحلي وخلق مجتمعات بشرية ذات ثقافات خاصة بها تعتمد أساساً على المنتجات النباتية والحيوانية المتوفرة لديهم. وقد أدى توفر المياه بوفرة ومن مختلف الأنواع أيضا سواء كانت نهريّة أم بحريّة أم مستجمع مياه للأنهار السريعة التدفق، فقد ساعد في دعم قدرتها الاستيعابية للسكان وبالتالي زيادة عدد سكانها تدريجياً بفضل الأمن الغذائي المتوازن نسبياً بالمقارنة بشمال وجنوب خطوط الاستواء حيث تتضاءل فرص الحصول على الغذاء الحيواني والنباتي نظرا لقصر فترات النمو السنوية هناك. لذلك رغم كون العالم الاسلامي واسعا ، إلا انه قادرٌ باستمرارعلى تقديم حلول غذائية مبتكرة ضمن حدوده الذاتية تعالج تحديات تغير المناخ والكوارث الطبيعية والحروب السياسية والإنسانية .

وفي النهاية ، فإن غنى العالم الاسلامي بالتراث الحضاري العالمي جعله رمزا للحكمة الإنسانية جمعاء ؛ بداية بالحضارة المصرية القديمة وانتهاء بالنبع المشترك للدين السماوي الأخير وهو دين الرحمة الإسلام . وسيكون لهذه الحقائـق أثر مؤكد خلال القرن الحادي والعشرين لما ستتمتع به مجتمعاته المستقبلية بالإمكانيات العملاقة لاستقطاب واستضافة كل الموجهات التجارية والاستثمارية الجديدة المرتقب ظهورها عقب جائحة كورونا وما صاحبها من تسارع رحلات الابتكار التقني ونمو تيارات الهجرة العالمية بحثا عن وطن جديد مناسب

التعليقات