العولمة، باختصار شديد، تعبر عن اتجاه عالمي نحو التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي بين دول مختلفة، وذلك بتبادل السلع والأفكار والمعارف بلا حواجز تقريباً. هذا المصطلح يعود جذوره إلى القرون الوسطى حين تجول التجار بحثاً عن بضائع نادرة. شهد القرن التاسع عشر تطوراً كبيراً مع الثورة الصناعية وما رافقها من تحسينات في وسائل النقل والتواصل، ما جعل التجارة العالمية أكثر سهولة. ومع ذلك، تمت مقاطعة هذه العملية أثناء وأثر الحربين العالميتين بسبب سياسات الحمائية.
مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين, بدأت العولمة تتسارع مرة أخرى تحت تأثير عدة عوامل منها التقدم التكنولوجي، وإنشاء مناطق للتجارة الحرة مثل اتفاقية التجارة الأمريكية الشمالية. اليوم، تشكل العولمة تحديات ومزايا كبيرة للدول والنظم السياسية. الجانب السلبي يشمل زيادة الاعتماد المشترك الذي يمكن أن يخلق عدم استقرار اقتصادي، والإشكاليات الناجمة عن فقدان السيطرة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتم توزيع فوائد العولمة بصورة غير عادلة بين الدول والافراد. لكن في الوقت نفسه، توفر العولمة فرصاً هائلة للنمو الاقتصادي والتطور الثقافي والعلمي العالمي.