- صاحب المنشور: عفيف البارودي
ملخص النقاش:
### الوَزْنُ بين الماضي والمستقبل: إعادة تأويل المدن الذكية
تناولت هذه الحلقة الافتراضية لمناقشة عميقة حول جدوى ترميم المباني القديمة كملاذ للحلول الاقتصادية والاجتماعية مقابل الدعوة لاستراتيجيات جديدة تتلاءم مع متطلبات عصرنا الحالي، خاصة تلك المرتبطة بتحولات المناخ والاحتياجات الطاقية المستدامة.
في قلب الجدال يدور محور رئيسي وهو القدرة على الموازنة بين الاحتفاظ بالنسيج التاريخي والثقافي للمعالم القديمة وبين التحول اللازم باتجاه تطوير نماذج حضرية مواكبة للنظم العمرانية الفعالة بيئياً والتي تستند إلى الحلول التقنية الحديثة.
يثابر "xrashwani_529" بحجة أن الترميم ليس بالأمر الغامض وإنما يعتبر جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية المحلية. يقترح طريقة تداخلية تسمح بمشاركة الروح التقليدية جنباً إلى جنب مع التطور المستقبلي. فهو يرى بأن الثراء يكمن في السعي لتحقيق التوازن المثالي في الانصهار بين القديم والحديث.
بينما يساند "سليمان البدوي" وجهة نظر تشجع الجمع بين روح الأصل والإصلاح التدريجي العملي. يقول بأن المقارنة غير منطقية بين حفظ التاريخ وتحقيق مجتمع نظيف وخالي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. إذ أنه بإمكاننا العمل على تصميم المباني الأثرية بطريقة تعزز فعاليتها وكفاءتها الطاقية مما يخفض من التأثيرات البيئية السلبيّة عليها. ويعتبر توظيف التكنولوجيا في إطار احترام التراث نموذجا مثاليا للإدارة المستدامة للدولة الحضرية.
بالانتقال لنقطة المنتصف، يؤكد "مهلب البصري" على أهمية وجود رؤية واضح لاحتمالات مستقبلنا، مؤكداً حاجتنا لأن نتعامل بشمولية حتى نحقق هدفنا النهائي وهو الوصول لمستقبل مستدام بالفعل. وعلى الرغم من تقديره لفوائد الدمج الدقيق للتقنيات الجديدة مع القيمة التاريخية، إلا انه يحذر أيضاً من احتمال الوقوع تحت رحمة قيود نظام إنتاج قديم نسبيا حال عدم مراعاة ديناميكية عالم متحرك باستمرار ومتجدد دائماً.
وفي السياق نفسه، يتوافق "منتصر التواتي" مع اقتراح "سليمان البدوي". لكنه يحذر أيضا من المخاطر المحتملة الناجمة عن الإجراءات غير المدروسة جيدا أثناء عملية تجديد الأشغال العامة القديمة والذي قد يؤدي بهذه الأخيرة نحو مزيد من الضرر البيئي . لذلك دعا الجميع لاتباع منهج بحث تدريجي يفيد المجتمع والعمران والبشر والكوكب بدون استثناء أي طرف منهم حيث يرون فيه تهديدا مباشراً لهم ولنمط حياتهم الاعتيادي.
أخيرا وليس آخر، يبقي "عبد الرؤوف بن عطية" على رؤيته الخاصة بانشاء شبكة متوازنة تلبي احتياجات اليوم بينما ترسخ أقدامنا براسخاتها داخل زمن مختلف تماما وذلك عبر اعادة تشكيل المناطق الحيوية والأيقونة ذات الصدى الإنساني الكبير باستخدام مواد وموارد طبيعية قدر الإمكان مما يسمح بخلق جو حيوي ممتلىء بالأمل والسعادة عالما مقدسا زاخر بالسلام الاجتماعي والتفاعلات البشرية المفيدة للجميع بلا شك!