رابعة بالا خاتون، المعروفة أيضاً باسم ابن الشيخ إده بالي، لعبت دوراً بارزاً في تاريخ الدولة العثمانية باعتبارها الزوجة الأولى والمدافعة الثابتة للسلطان عثمان الأول، مؤسس الإمبراطورية الشهيرة. ولدت هذه الشخصية البارزة في عام 1257 ميلادياً، وكانت ابن الشيخ إده بالي، الذي يُعتبر أحد أهم الشخصيات الدينية والعسكرية خلال تلك الفترة الحاسمة.
ربما ساعد النسب النبيل والتعليم المتعمق لها على تعزيز مكانة رابعة في المجتمع العثماني. كانت تربطها روابط وثيقة مع عائلة آل عثمان؛ فكان والداها قد علما السلطان الشاب، مما جعل منها شريكة طبيعية له عندما تزوجا في العام 1289 ميلادي. وفقاً للسجلات التاريخية، فإن ثروتها عند الزواج كانت تتضمن قرية كاملة، وهي هدية رمزية لشراكتها المستقبلية معه.
لقد قدمت رابعة دعمها غير المشروط لعثمان أثناء بناء دولة عظيمة. رغم أنها ماتت في عام 1324 ميلادي -أي قبل رحيل عثمان المفجع بست سنوات تقريباً- إلا أنها ظلت مصدر إلهام واستقرار لفترة حكمه الطويلة والمؤثرة. تُذكر بطول عمرها، والذي بلغ نحو ستة وستين عاماً وقت وفاتها، بالإضافة إلى كرم أخلاقها وضمائرها الجادة.
بعد موتها، تم دفنها بالقرب من أبيها في مقبرة باتجاه بيله جيك في تركيا، والتي تحمل الآن اسم "مقبرة رابعة بالا خاتون". يبقى تراثها حيًا ليس فقط بسبب دورها الرئيسي في التاريخ السياسي للعاصمة العثمانيين وإنما أيضاً كمصدر للإلهام لأجيال لاحقة حول قوة الحب والثبات أمام مواجهة تحديات الحياة الكبرى.