على الرغم مما قد يبدو عليه الأمر، إلا أنه ليس بالإمكان تحديد "أقوى" عضلة واحدة محددة في جسم الإنسان بشكل مطلق. هذا لأن كل عضلة لها دورها الخاص وتعتمد على مجموعة متنوعة من المتغيرات بما في ذلك موقعها، وظيفتها البيولوجية، وكيفية ارتباطها بالعظام والأعصاب. ومع ذلك، يمكننا النظر في بعض العضلات بناءً على القوة النسبية أو الوظيفة الفريدة لكل منها.
العضلات الأكثر قوة بالنسبة للوزن هي عادة تلك الموجودة في الجزء السفلي من الجسم. عضلة الرباعية (Quadriceps) في الفخد الأمامي، والتي تشمل أربع عضلات فرعية رئيسية، تعتبر واحدة من أقوى مجموعات العضلات في الجسم. هذه العضلات مسؤولة عن ثني الركبة وتمكين المشي والجري وغيرها من حركات الرأس والساق. عندما ننظر إلى القوة المطلقية، فإن عضلة الفك تحتل مكانة مميزة. فهي قادرة على توليد قوة كبيرة جدا خلال عملية المضغ - تقدر بالقرب من 180 رطل أمريكي (حوالي 80 كيلوجرام) عند المناطق الخلفية للأسنان و45 رطل أمريكي (حوالي 20 كيلوجرام) عند القواطع.
بالانتقال إلى قلب الموضوع، فإن قلب الإنسان يعد بلا شك واحد من أكثر الأعضاء تنظيما وثباتا وأكثرها استمراراً. يعمل باستمرار طوال حياتنا، مضخا كميات هائلة من الدم - بما يعادل نحو نصف ليتر تقريبًا لكل ضربة قلب. رغم أنها ليست الأكثر قوة فيما يتعلق بالقوة الخام، إلا أنها بالتأكيد واحدة من أهم وأكثر التحمل بين جميع العضلات البشرية.
وأخيراً، هناك نظرية مثيرة للاهتمام تتحدث عن عضو آخر ذو طبيعة فريدة وهو الرحم الأنثوي. رغم أنه يعتبر مستقبلا للأجنة فقط وليس جزءا أساسيا يوميا من حياة الشخص البالغ، إلا أنه يستحق الذكر لأسباب تاريخية وموضوعيه. خلال الولادة الطبيعية، يمكن لعضلات الرحم القيام بانقباضات شديدة للغاية لتحقيق هدف ولادة الطفل بكل سلامة وصحة ممكنة.
باختصار، فهم تعقيد العلاقة بين مختلف العضلات يساعدنا على تقدير جمال ودقة التصميم الحيوي للجسد الإنساني.