مستويات وأشكال مختلفة للنكوص في النظرية النفسية

التعليقات · 2 مشاهدات

على الرغم من كون النكوص ظاهرة طبيعية وتنموية لدى الأطفال أثناء تنقلهم عبر مراحل حياتهم المختلفة، إلا أنه قد يُلاحظ أيضًا لدى الأفراد البالغين كرد فعل

على الرغم من كون النكوص ظاهرة طبيعية وتنموية لدى الأطفال أثناء تنقلهم عبر مراحل حياتهم المختلفة، إلا أنه قد يُلاحظ أيضًا لدى الأفراد البالغين كرد فعل للتوترات والشدائد والصدمات. وهذا الجزء من نظريات التحليل النفسي لفرويد يقترح بأن النكوص غالبًا ما يتمثل في إعادة إنتاج السلوكيات المرتبطة بالمراحل المبكرة من الحياة عندما تواجه الشخصية تحديًا أو ضغط نفسي كبير. إليكم بعض الأمثلة الأكثر شيوعاً حول مظاهر النكوص في البشر:

  1. النكوص لدى الأطفال: تعتبر عملية النكوص جزءًا من عملية التعلم والتكيف للأطفال الصغار الذين يجدون أنفسهم أمام مواقف جديدة ومقلقة مثل بدء حضور حضانة الأطفال لأول مرة. هنا يستجيب الطفل - ربما برمي نفسه بحضن أحد الوالدين مثلاً - بتذكّر سلوكيات الراحة والألفة المتعلقة بمراحله العمرية الأقدم. ولكن إذا طالت مدة تلك الحالة خارج الحدود الصحية المعتادة، فقد تستوجب الأمر زيارة الطبيب.
  1. النكوص لدى المراهقين والشباب: خلال سنوات الشباب والعشرينيات خاصة، قد يعود البعض إلى طرق تعبير كانوا متبعين لها سابقا كتعبير عن الضغط العقلي عليهم. ومن أمثلة ذلك؛ قد يجلس طالب جامعي متوتر بشأن اختباره القادم لساعات طويلة حديث الفيديو مع زميل دراسة سابق وكأنه مازال في سن المراهقة وهو أمر يؤكد له الإحساس بالأمان. ومع تقدم العمر، تبدأ حالات النكوص بشكل عام بالتلاشي تدريجيًّا حتى الشيخوخة المبكرة نسبيا.
  1. النكوص لدى البالغين: بغض النظر عن العمر الزمني، يبدو أن مستوى قابلية تعرض الإنسان لحالات النكوس يرتفع بنسبة مرتفعة جدا لدى المسنين فوق الخامسة والستين عاما نظرًا لما يتعرضونه عادة مما يعرف "بالاضطرابات الناجمة عن الخسائر" أي خسارة الأحبة و/أو القدرات الجسدية وما إليهما مما يكسب تلك المرحلة القدر الأكبر من احتمالية اندلاع حلقة نكس خطيرة نسبيًا . قد تتضمن نماذج الانكسارات المرئية لهذه المجموعة تغييرا مفاجئاً نحو التصرف بطريقة "infantilising"، مثل المشي وعصاية صغيرة رغم قدرتهم عليها ذاتيا، أو الاعتماد المفرط على الآخرين وتمرد واضح ضد الرعاية المستمرة منهم وغيرها من أشكال المعاناة ثنائيا (أي بداية انتكاسة جنونية).
  1. الحالة النفسية والنكوس: تلعب الظروف النفسانية دوراً رئيسياً فيما يسمى "آلية الدفاع" التي تؤدي لنوبات الانتكاس لاحقًا أثناء الحياة اليومية للشخص المصاب بها بالفعل مهما بلغت رحلات العلاج النفسي وطوله وقت علاجها سواء داخل المؤسسات الرسمية أو خارجه بما يتماشى ضمن السياقات الدينية والإنسانية المنشودتين وفق الأعراف الاجتماعية والسيكولوجية المتداولة عالميا حالياً.

إن فهم كافة الآثار المحتملة لانقطاع مسيرة تقدّم الذات باتجاه بلوغ حالة اكتمال شخصية ذاتية كاملة وجامدة نوعا ما يعد نقطة حيوية للغاية لصناعة رؤٍى سلوكية صحّية للعصر الحديث وكذلك لإرشادات التربويين حول كيف يمكن بناء مجتمع قادر على تجشم مصائب الواقع بكل احترافيّة وثبات عقائدي وروحي أيضا.

التعليقات