الإبداع هو القدرة الفريدة التي تميز البشر عن غيرهم من الكائنات الحية. إنه مزيج معقد من العناصر الفكرية والعاطفية والجسدية التي تشكل عملية خلق أفكار جديدة ومبتكرة. تتعدد المحفزات والدوافع وراء هذا الإبداع، وهي تلعب دورًا حاسمًا في تنمية مواهب الأديب والفنان والمخترع وغيرهم ممن يسعون لتحقيق إنجازات إبداعية بارزة. سنستكشف هنا بعض هذه المحفزات، وكيف يمكن العمل بها لتشجيع تدفق الأفكار الإبداعية وتمكين الناس من تحقيق أحلامهم الفنية والثقافية.
- الاستكشاف والتجريب: تعتبر الطبيعة المتغيرة للإنسان إحدى أهم محركات الإبداع؛ فالحرص على التجارب الجديدة والاستعداد للتعلم من الأخطاء يوسع نطاق التفكير ويفتح أبوابا أمام اختراقات معرفية وفنية لم تكن لتظهر لولا ذلك. يقول إدوارد بوروز، المؤلف الأمريكي الشهير: "لن تصبح كاتبا حقا إلا إذا كنت مستعدا لأن تجرب كل ما تحت يديك".
- القراءة الواسعة والمعرفة الشاملة: القراءة ضرورية بشكل خاص لتنوع المعرفة التي تجمعها من خلالها، إذ أنها تساعد في بناء خلفية ثقافية عميقة تؤثر فيما بعد مباشرة على إنتاج أعمال ذات طابع مميز وأسلوب أصيل. كما قال جون ستاينبيك: "العالم مفتوح ككتاب... فقط أولئك الذين يسافرون هم هم الذين يشاهدونه."
- التأمل والصمت: غالبًا ما يُعتبر التأمل وسيلة فعالة للتواصل الداخلي والإحساس بالهدوء اللازم لاستنباط رؤى وإلهام جديدين. فهو يساعد الدماغ على التركيز وبالتالي يستطيع الوصول لأعمق مناطق الذاكرة الغير متاحة أثناء حالة الضغط النفسي والسرحان المستمر بالأفعال اليومية.
- الشغف والاهتمام الشخصي بالموضوع: إن وجود شغف كبير بشيء معين يعمل كمصدر رئيسي للتحفيز عندما يتعلق الأمر بالإبداع لأنه يعطي الطاقة والحافز للاستمرار حتى وإن واجهت العقبات الصعبة والعوائق المجتمعية المختلفة. مثلما حدث مع ليوناردو دافنشي حين كان متمسكا برؤية عينية ورؤيته الخاصة للأعمال الرائعة رغم انتقاداته المثيرة للسخرية آنذاك.
- المحادثة المفتوحة والنقد البناء: التشاور والتفاعل المطلق مع الآخرين يمكن ان يكسر حاجز الوحدة ويقدم وجهات نظر مختلفة قد تغذي عمل المشروع الأدبي أو الفنّي بطرق غير مسبوقة وقد تفوق توقعات المهتم نفسه! لكن يجب دائماً مراعاة تقديم نقد بناء يفيد ولا يؤذي النفس العاملة مهما كانت النتيجة النهائية مخيبة للأمال مقارنة بالتوقع السابق لها.
- الرعاية الذاتية والرفاهية الصحية: الصحة الجيدة تعني دورة دم كاملة إلى المخ لذلك فهي تبقى في قمة قائمة الأسباب الرئيسية لإطلاق عصارة الأفكار داخل ذهن الإنسان ذو الطموحات المرتفعة جداً نحو تطوير مهارات فريدة وغامضة ولو بنسبة بسيطة فقد تكون السبب الرئيسي للملكوت الابداعي لمن حولهم أيضاً مما جعلهم موضع اهتمام شديد لدى مجتمعات عدة عبر الزمن القديم وحديثاً كذلك.
إن فهم طبيعتها وتعلم كيفية إدارة تلك المقومات سوف يساعد الكتاب والفنانين وصناع الفن بشكل عام للحصول علي المزيد من الفرص المناسبة لهم لبناء خطوط سيرهن المهنيه الناجحه والتي تساهم بتقديم محتوايات خالصة وخالية تماماً مما يعيق رؤية العالم الجمالي بكل ابعاده الثابت والأكثر تأثيرا قدر الاحتمال بإذن الله سبحانه وتعالى .
