تعد مدينة أسوان جنوب مصر واحةً للتاريخ والثقافة الغنية التي تعكسها الأزياء التقليدية المحلية بشكل واضح ومميز. يمثل الزي الرسمي لأهل أسوان رمزاً للشخصية المتفردة للمدينة وجذورها القديمة في الحضارة المصرية. يتميز هذا الزي بتصاميمه الفريدة واستخدام الأقمشة الطبيعية كالقطن والصوف، مما يعطي إحساس بالراحة والأصالة.
في الماضي القريب، كانت ملابس الرجال تتكون أساسياً من "الجلباب"، وهو رداء طويل يصل إلى ما تحت الركبة، ويُرتدى فوقه غترّة تُعرف باسم "العقال". أما بالنسبة للنساء، فكان "الخمار" جزءاً لا يتجزأ من زيهن اليومي، بالإضافة إلى "الكيميش"، وهي قطعة قماش طويلة ملفوفة حول الجسم. كما كان يُفضل استخدام الأحذية المصنوعة يدوياً والتي تسمى "النعل".
مع مرور الوقت، بدأ ظهور تأثيرات جديدة على هذه الملابس التقليدية، ولكن مع ذلك حافظ الشعب المحلي عليها باعتبارها عراً من التراث الوطني. حتى الآن يمكنك رؤية النساء الأكبر سنّا وهم يرتدين "الطرحة" البيضاء الطويلة ذات النقوش الجميله جنباً إلى جنب مع "الفستان التقليدي". بينما يستمر الشباب أيضاً في ارتداء الجلابيب والعقال خاصة خلال المناسبات الرسمية والدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.
لا يمكن فصل الزي المصري القديم في أسوان عن ثقافته وحياته الاجتماعية؛ فهو مرآة تعكس ارتباط الناس بجذورهم وتاريخهم المشترك. إن الاستمرار في تقديره والحفاظ عليه يعد خطوة نحو الحفاظ على الهوية الثقافية لهذه المدينة الخلابة وحماية تراثها الغني للأجيال القادمة.