بلاديوم، أحد المعادن النادرة التي ترسم تاريخًا شاقيًا منذ ولادتها تحت سطح الأرض حتى وصولها إلى منتجاتنا اليومية. نسبةً ضئيلة جدًّا، وحوالي واحدٍ فقط لكل مليون، تتواجد هذه القطعة الثمينة ضمن قشرة الأرض، وغالبًا ما تكون برفقة أقربائه؛ البلاتين والإريديوم. وتكثر موارد البلاديوم بشكل خاص في مناطق مثل كولومبيا والبرازيل وأفريقيا الجنوبية وجبال الأورال. ساهم العالم البريطاني، وليام هايد ولاستون، في معرفتنا بهذا العنصر عندما قام باستخراجه منه لأول مرة عام ١٨٠٣ ميلادية أثناء تجهيزه لعينات الخام للبلاتين.
على الرغم من ندرته، إلا أنه يمكن أيضًا العثور عليه كناتج جانبي للاستخراج التجاري للنيكل والنحاس. وهذا يعود لتبريره الاقتصادي الكبير نظرًا لاستخداماته المتنوعة وسعر السوق المرتفع نسبيًا له.
ومن الناحية الكيميائية، يعد البلاديوم عضوًا مميزًا ضمن مجموعة المعادن البلاتينية ذات اللمعان الشديد واللون الفضي الرائع والذي اكتشف خصائصه فريدة تمام الاختلاف عام ١٨٠٣ميلادية. فهو يحتل المركز السادس والأربعون من ناحية الوزن الذري، ورقمه الذري هو٤٦ رمزًا له عند تصنيفه بين العناصر الجدول الدوري. متوسط وزن ذرته ₉¹۰۶٫۴ بينما تكثيفه النوعي يصل الى ۱۲٫۰۲ جم/ سم³ مما يؤكد طبيعتها الأكثر كثافة مقارنةً بمحيطها البيئي.
وعند دراسة خواصّه الحرارية نلاحظ حالته الفيزيائية المعتادة وهي حالة وصلابة ثابتة بدرجة حرارة الغرفة ويتحول الي مرحلة بلورية متماسكة عند درجات حراراة عالية جدا تسجل ٢۹۰۰ْ c . وبالتحديد عند نقطة الانصهار الخاصة بها والتي تقارب ۱۵۵۵ °c ، فإن لدينا مصدر معدن حراري قابل للتسخين والاستخدام العملي. بالإضافة لذلك فإن تعدد أشكال تواجد حالات نووية مختلفة تعكس مدى تنوع وجوديته عبر محيط متنوع من البيئات المختلفة سواء أكانت بيئة كونية أم جيولوجية.
وفي النهاية، ليس هناك شك بأن تألق إنجازات البشر المستقبلية سيظل مديوناً للقيمة الهائلة لمعدن البلاديوم بكل جوانبه العملية والعلمية الجمالية!