- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
ناقش المحاورون مسألة "الذاكرة الجينية"، موضحين كيف يمكن لتجارب الحياة أن تؤثر على الاستجابات الوراثية للأجيال التالية. يشدد الدكتور المجاطي البنغلاديشي على أنه رغم وجود دليل على انتقال بعض التأثيرات البيئية، إلا أن هذه ليست ذكريات مباشرة لأحداث الأجداد. بل هي تغييرات طويلة المدى في كيفية استجابة الجسم للحالات النفسية. ومن الجدير بالملاحظة أيضاً، أن أي تسجيل لهذه التغيرات الجينية ليس دقيقاً وثابتاً مثل الذكريات الشخصية. فهي تأثيرات متنوعة الأبعاد والتي ربما أثرت بصورة غير مباشرة على السلوك والتوجه الشخصي للأفراد، لكنها لا تقدّم نسخاً كاملة ومفصلة للأحداث الماضية. وفي السياق نفسه، يتطرق الدكتور مجاطي أيضًا لموضوع الهوية الشخصية، مشيراً إلى أن كل فرد يتمتع برحلته الفريدة وأن الأصول الجينية ليست وحدها العامل المتحكم بها. وبالتالي، حتى وإن ظهرت سمات أو مواهب غريبة مشتركة ضمن العائلات بناءً على التركيب الجيني المشترك، فإن الشعور بالانتماء للعائلة أو للجذور التاريخية لا يعني تجاهل التجربة الفردية الغنية والمعقدة لكل شخص. باختصار، رغم الإثارة العلمية المحتملة خلف ظاهرة "الذاكرة الجينية"، يجب علينا الحذر من الخلط بين التغيرات الوراثية والاستعادة المباشرة للذكريات الشخصية. فالاستخلاص النهائي لهذا البحث لا يزال تحت الدراسة والتقييم العلميين الدقيقين.