التلغراف، كأحد أكثر وسائل الاتصال تأثيراً في القرنين التاسع عشر والعشرين، كان له دورٌ بارزٌ في تغيير طريقة التواصل العالمي. يعتمد هذا النظام بشكل أساسي على تحويل النصوص إلى رموز كهربائية ومن ثم إعادة ترجمتها مرة أخرى عند الوجهة. هناك عدة أنواع رئيسية للتلكراف والتي يمكن تقسيمها كما يلي:
- تلغراف مورس: يُعتبر هذا النوع الأكثر شهرة واستخداماً خلال فترة ازدهار التلغراف. اخترعه سامويل مورس عام 1832 ويتميز باستخدام النغمات الطويلة والقصر للرموز الحرفية والأرقام. يتم إرسال هذه الرموز عبر سلك من الأرضيات القريبة أو تحت البحر.
- تلغراف الهوائي: طور جون ستيوارت بيرني هذا النوع والذي استخدم موجات الراديو بدلاً من الأسلاك العادية للإرسال والاستقبال. كانت أول تجربة ناجحة له مع رسالة "يتم الآن اختبار نظام التلغراف بدون الأسلاك" التي تم إرسالها من نيويورك إلى هايدلبرغ بألمانيا عام 1901.
- تلغراف الضوء البصري: رغم أنه ليس كهربائياً بالمعنى الدقيق للمصطلح، إلا أنه يستحق الذكر بسبب تأثيره الكبير آنذاك. بدأ استخدام هذا النوع منذ العصور القديمة ولكن تطورت تقنيات جديدة فيه حتى القرن الثامن عشر عندما نشأت شبكة متكاملة بين قارات أوروبا.
- تلغراف الفراشة: هو نوع خاص من تلغراف مورس حيث تستخدم فراشات صغيرة لتشفير الرسائل وتحريكها يدوياً فوق لوحة مرسومة عليها الرموز الخاصة بحروف اللغة الإنجليزية. كان شائع الاستخدام أثناء الحرب العالمية الأولى لأنه أقل حساسية للاختراق مقارنة بتلغراف مورس الكهربائي.
كان لهذه الأنواع المختلفة من التلغراف تأثير عميق على العالم الحديث، حيث سهلت تبادل المعلومات بسرعة ودقة مما أدى إلى تعزيز التجارة والتواصل الدولي وتسهيل نقل الأخبار حول العالم في زمن وجيز نسبياً مقارنة بطرق الاتصالات الأخرى المتاحة وقتئذٍ.