يعد التشبيه البليغ أحد أبرز أساليب البلاغة في القرآن الكريم، حيث يستخدمه الله سبحانه وتعالى لإيصال معانيه العميقة بطريقة مؤثرة ومقنعة. وفيما يلي بعض الأمثلة البارزة للتشبيه البليغ في القرآن:
- تشبيه المؤمنين بالبنيان المرصوص: يقول الله تعالى في سورة الصف: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ" (الصف: 4). هنا، يتم تشبيه المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله بالبنيان المرصوص، مما يدل على التماسك والتماسك بينهم، وكأنهم كتلة واحدة متراصة.
- تشبيه الكافرين بالأنعام: يقول الله تعالى في سورة الأنعام: "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا" (الأنعام: 14). ثم يوضح سبحانه وتعالى التشبيه بقوله: "إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" (الكهف: 10). هنا، يتم تشبيه الكافرين بالأنعام، أي الحيوانات التي لا تفقه ولا تعقل، مما يدل على جهلهم وعدم إدراكهم لمعاني الآيات.
- تشبيه المؤمنين بالبدر: يقول الله تعالى في سورة التوبة: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَمَرَّ عَلَى سُمْرٍ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَ
