صلاح الدين الأيوبي، الاسم الحقيقي له يوسف بن أيوب بن شاذي، ولد في العام 532 هـ في قلعة تكريت العراق اليوم. ينتمي إلى أسرة كردية ثرية، ونشأ في أحضان العلم والحضارة الإسلامية. تربى تحت رعاية أبيه الذي كان واليًا على تلك المناطق، قبل انتقالهما لاحقًا إلى الموصل. هناك، تلقي علوم مختلفة منها الفقه والأدب بالإضافة لتعلّم رواية الحديث النبوي.
اشتهر صلاح الدين منذ طفولته بروحه المتسامحة وشجاعته الباهرة. وقد اختاره الملك نور الدين محمود زَنْكي لنفسه، فكان أحد المقربين إليه. وفي سن مبكرة جدًا، انضم إلى الخدمة العامة لعائلته عندما أصبح عمّه أسد الدين شيركوه وزيرًا للخليفة الفاطمي بالمغرب العربي آنذاك. سرعان ما برز كقائد بارع واستراتيجي ماهر خلال حملاته العسكرية ضد الفرنجة الصليبيين.
كانت ذروة نجاحات صلاح الدين الأيوبي هي انتصاره المبهر في معركة حطين عام 1187 م/584 هـ والتي مهدت الطريق لاستعادة العديد من المدن المقدسة مثل بيت المقدس وأعمال أخرى كثيرة لصالح العالم الإسلامي. رغم التحالفات الأوروبية والمعارك الضارية التالية للحملة الصليبية الثالثة، إلا أنه تمكن من إبرام هدنة مع ريتشارد قلب الأسد، مما حافظ على وجود الحكم الإسلامي المستقل داخل القدس لفترة طويلة نسبياً.
بالإضافة لمواهبه العسكرية الاستثنائية، اشتهر صلاح الدين بتواضعه وإنسانيته تجاه جنوده والمحتجزين الدينيين. توفي هذا القائد العظيم شهيداً عام 1192م أثناء دفاعه المشرف عن بلاده ودينه في العاصمة دمشق بسوريا الحديثة، تاركاً خلفه تراثاً فريداً من البطولات والكرم الإنساني. وعلى الرغم من وفاته، تبقى ذكرى صلاح الدين الأيوبي رمزاً للأمل والشجاعة والاستقامة حتى يومنا هذا.
