بدأت عصر الدولة السعدية بالمغرب عام 916 هـ عندما اتجه المغاربة نحو الشريف أبو عبد الله محمد بناءً على ميلهم الطبيعي للقتال والدفاع عن وطنهم ضد الغزاة الإسبان والبرتغاليين. ومن هنا تأتي أهمية شخصية المؤسس أبو عبد الله محمد القائم بأمر الله والذي اعتمدته قبيلة المصامدة باختيارٍ شعبي واسع النطاق. وبعد توحيد جهوده لجلب الاستقلال الوطني، نجح في تحقيق العديد من الانتصارات الباهرات مثل تلك التي حدثت بوادي المخازن الشهير والتي ترسّخته كنموذج أساسي للتاريخ الحديث آنذاك. أما بالنسبة لسلالة العلويين، فقد عُرفت بسلسلة طويلة ملوكاً شهيرين امتنعت هموم الشعب والأمة الإسلامية طيلة فترة حكمهم الطويل والمعاصر تقريباً. وفي ظل وجود نسبه مشرِّف للنبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - اكتسبت الأسرة مكانة مميزة واحترام عميق لدى الرعية والمحيط الخارجي أيضًا؛ سواء كانت الحكومات الأوربية أم الولايات الأمريكية ذات النفوذ العالمي الواسع حينئذٍ. وتعكس فتراتهما المختلفة من تاريخ المملكة نظاما متوازنة بعض الشيء بين إدارة السياسة الداخلية والحفاظعلى علاقات خارجية مفيدة ومتسامحة اجتماعياً واقتصادياً. ولا تزال حالة النهضة الاقتصادية وترقية الخدمات العامة قائمة حتى اليوم نتيجة لرؤية مستقبلية واضحة واتزان سياسي استراتيجي مهيب جعل دستور البلاد مستقراً ونظام ملكيتها محفوظ بكل تفاصيله منذ عقود مضت وحتي وقت كتابة هذه الرسالة!
بحث
منشورات شائعة