تُعدّ حرفة الخزف جزءاً أساسياً من التراث الفني للإسلام، وتعود جذورها إلى عهد الدولة الأموية. يشتهر هذا الفن بنقوشاته المعقدة ولونه الزاهي وشكله المتنوع. يعكس التصميمات الموجودة على القطع الفنية تمسك المسلمين بالجماليات الدينية والثقافية.
في القرن الثامن الميلادي، ازدهرت صناعة الخزف بشكل خاص خلال حكم بني أمية. كانت سوريا ومصر ومصر السفلى مراكز رئيسية لإنتاج هذه التحفة الفنية. كان النمط الأكثر شيوعا يعرف باسم "الخزف المنظري"، والذي يتميز بتصميمات معقدة مستوحاة من الطبيعة مثل الأزهار والشجيرات والنباتات الأخرى غير التقليدية آنذاك.
انتشرت شهرة الخزف الإسماعيلي أيضاً في العالم الخارجي حيث وصلت منتجاتها إلى الصين وبلاد فارس وجنوب آسيا. استمرت الحرفة حتى عصر المغول ثم حلت محلها تقنيات جديدة في العصور الحديثة لكن بصمتها ظلت واضحة في تاريخ الفن العالمي.
بالإضافة إلى الجمال الجمالي، يُعتبر الخزف وسيلة للتعبير والتواصل بين الثقافات المختلفة. فهو يجسد الروحانية الإسلامية بطرق متعددة تعكس مرونة المجتمع المسلم وتجاربه التاريخية الغنية. وبالتالي، يعد الخزف رمزًا ثقافيًا مهمًا يشهد على تنوع وإبداع الحضارة الإسلامية التي تركت أثراً دائمًا في عالم الفنون والحرف اليدوية.