تأسست مدينة فاس، التي تعتبر واحدة من أقدم المدن الجامعية في العالم، على يد مؤسس الدولة الإدريسية، مولاي إدريس الأول، في العام 789 ميلادي. بدأ مشروع إنشاء المدينة بتأسيس نواة صغيرة داخل حي الأندلسيين الواقع على ضفة نهر فاس اليمنى. تميز هذا المكان بكونه محميًا بستة أبواب رئيسية. لاحقًا، قام ابن إدريس الأول، مولاي إدريس الثاني، بإنشاء الأحياء الأخرى للجزء الشرقي من المدينة بين عامي 808 و817ميلادية.
في العام 817ميلادية حدث حدث مهم كان له دور كبير في تشكيل المجتمع المحلي لمدينة فاس - هجر سكان من قرطبة بالأندلس بسبب الاضطهاد السياسي ومجموعات أخرى من تونس قادمين من كيروان للهروب من الظروف السياسية المضطربة هناك. أدى نزوح هؤلاء السكان إلى تغيير جذري في التركيبة الاجتماعية والثقافية للمدينة.
دخلت فترة العصر الذهبي لفاس مع بناء جامع القرويين بواسطة فاطمة الفهري سنة 859 م. شهد هذا العصر نهضة كبيرة خلال حكم الموحدين الذين جعلوا منهم قاعدة عسكرية وحضرية هامة. حافظ الموحدون على قوة وفخامة المدينة حتى غزو المغاربة لها حوالي العام 1276م حيث قام السلطان المريني أبو يوسف يعقوب المنصور بإعادة بناء المدينة بما فيها المساجد والقصور والحدائق مما جعلها أكثر تنظيماً.
أدت عملية إعادة البناء هذه إلى تطوير نظام دفاعي شامل حول المدينة للحماية ضد هجمات خارجية محتملة. ومع مرور الوقت تغير الحكم عدة مرات بدءً بالحكم المرّيني وانتهاء بحكم آل علوي الذين سيطروا على فاس منذ القرن السابع عشر حتى استقلال البلاد عام ١٩٥٦ عندما انتهى الاحتلال الاستعماري الفرنسي.
واليوم تبقى فاس شاهداً خالدًاعلى التاريخ الإسلامي والعراقة الثقافية للأمة العربية والإسلامية عبر العصور المختلفة .