تاريخ ملوك مملكة ماري القدائية: قادة وعصر ذهبي

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد مملكة ماري واحدة من أهم الحضارات القديمة في جنوب بلاد الشام والتي امتدت بين الأنهار الفرات ودجلة. تعود جذور هذه المملكة إلى حوالي القرن الثالث وال

تعد مملكة ماري واحدة من أهم الحضارات القديمة في جنوب بلاد الشام والتي امتدت بين الأنهار الفرات ودجلة. تعود جذور هذه المملكة إلى حوالي القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد واستمرت حتى الغزو الآشوري لها عام 1759 قبل الميلاد. خلال فترة ازدهارها، كانت مملكة ماري مركزاً ثقافياً واقتصادياً مهماً عُرف بثرائه وفخامة ملكه وأمجاده العظيمة. سنستعرض هنا بعضاً من أشهر ملوك تلك الحقبة الزمنية الرائعة.

بدأ حكم الملك إيباب -الذي يعتبر مؤسس الدولة المارية الحقيقية- حوالي العام 2800 قبل الميلاد. وضع أسس القوة الاقتصادية للمملكة عبر تطوير التجارة الداخلية والدولية، مما أدى إلى زيادة ثرواتها بشكل كبير. كما اهتم بإقامة نظام قانوني متقدم آنذاك ومراكز دينية مهمة مثل "معبدينكو".

ومن بعده جاء ابنه شمشوإيلونا الذي توسع حدود المملكة ووسع النفوذ الثقافي لماري خارج الحدود المحلية. تحت رعايته ازدانت العاصمة بالمعابد ومباني البلاط الفاخرة. وقد شهد عصر حكمه بداية ظهور الأدب الشعري والفلكلوري الشهير الذي ينسب غالبًا إلى شعراء ومعلقون محليون.

في نهاية المطاف، وصل الحكم إلى يغنوم الذي لعب دوراً كبيراً في بناء قوة ماري العسكرية والتجارية خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر قبل الميلاد. اشتهرت حروب الإصلاح العديدة التي قادتها قوات يغنوم ضد خصومه، خاصة حربه الطويلة مع سومر المعاصرة له. أثبتت انتصاراته سريعاً سيطرة ماري المتنامية على المنطقة وازداد شهرته وقدرته السياسية نتيجة لذلك.

بعد ذبول مجد ماري، بدأت مرحلة جديدة برئاسة امرأة للقصر الملكي – وهي ساممورامات – التي نجحت في استعادة جزء من هيبة المدينة وإنشاء تحالفات مؤقتة لجذب الدعم الخارجي ضد الاضطرابات الداخليه والحركات الانقلابيه المتكررة داخل المجتمع المريّ.

تجلت عبقرية التصميم العمراني والإدارة الرشيقة لحكام مدينة ماري باستمرار نموها وتطورها رغم تقلباتها التاريخية؛ فكانت مليئة بالحياة والنماء حتى تعرضت أخيرا لغزو آشوري دامٍ أنهى بذلك تاريخ حضارتها المشرفة. وعلى الرغم من زوال دولتهم الجسدية إلا أنها تركت لنا تراثا ثقافيّا غنيًّا يشهد لأجيال ماضي عظمتها وبريق عزائمهما المخضرمان عبر آلاف السنوات المنطوية خلف ستائر الصمت العربي القديم!

التعليقات