رواية "شيفرة بلال" تدور حول طفل يدعى بلال، في الـ14 من عمره، عاش حالة من اليأس بسبب مرض سرطان الدماغ الذي أصابه. ومعظم قصصه متشابهة مع تجربة الصحابي الجليل بلال بن رباح، بما في ذلك مواجهة التنمر والسخرية من أقرانه. علم بلال من والديه أنه تم تسميته تكريمًا لصحابي آخر شهير، بلال بن رباح، الذي عانى تحت ظل ظروف سيئة عند أمية بن خلف. تعلم منه دروس الصبر والتحدي، مستوحياً قوة إيمان بلال لتحقيق الفرج والخلاص. كما يقول المؤلف: "كانت الفكرة الرئيسية هنا تتمثل بأن الصخرة الواحدة يمكن اعتبارها رمزًا للعجز والخنوع عندما يواجهها شخص مثل سيزيف، بينما تعني التحلي بالإيمان والقوة للأمثال لبلال بن رباح."
وفي فترة الزمن نفسها، ظهرت شخصية أمجد الشاب المسلم، وهو كاتب سينمائي، معروف بشغفه بالفن ولكنه فقد اتجاه الهدف الحقيقي لإيمانه الإسلامي. قادته الصدفة ليلاقي نداءً غريبًا من طفل صغير عبر الرسائل الإلكترونية، طالب فيه بإنتاج فيلم يصور مقاتل الظلم التاريخي بلال الحبشي. بدأ أمجد يستشعر قدرته المذهلة ككاتب سيناريو والتي كانت معرضة للاستخدام السلبي إذا لم ترتكز على هدف عميق وقيم أساسية. وفقاً لأمجد نفسه: "بالنسبة للشخص ذي المواهب غير المرتبطة بالقضايا الإنسانية العميقة، قد يبدو تقديم الرأي العام سهلاً للغاية. فهو لن يقاوم الضغط الاجتماعي؛ ولكن الشخص ذو المعرفة والفكر المستقل سوف يواجه صراعات داخلية هائلة حين محاولة كتم صوت موهبته أو تحريفها لتتماشى مع الآراء المجتمعية."
مع تقدم القصة، بدأت رحلة اكتشاف الذات لدى كل من بلال وأمجد. أصبح بلال مهووسًا بفهم تاريخ بلال بن رباح أكثر فأكثر وكأنها مفتاح لفهمه الداخلي الخاص. شعر بالحاجة الملحة لأجل التواصل مع الله عز وجل، وذلك للحفاظ على سلامه النفسي وخلاصه النهائي. ووعد أنه الطريق نحو تحقيق الاستقرار العقلي وعدم انهيار النفس حتى وإن استمرت المشاكل والأزمات. حسب قول مؤلف الكتاب: ".. ربما دور الإيمان ليس دائماً تحقيق الانتصار أو الحرية بل منع الاضمحلال والشلل." ويختتم الجزء الأخير منه قائلاً إن فلسفة الرواية تقوم أساساً على ضرورة البحث الدؤوب عن طرق النجاة الحقيقية والمتمثلة في معرفة الله تعالى للتغلب سوياً بكل أنواع العبوديات المرئية وغير المرئية والتي تصيب البشر عبر العصور كافة.