بدأت رحلة الدولة العثمانية إلى مصر عام 1517 ميلاديّة تحت قيادة السلطان سليم الأول عقب انتصاره الكبير في معركة مرج دابق ضدّ مماليك الشام. كان هذا الانتصار حاسماً لعدّة أسباب استراتيجيّة ودينيّة. أولاً، كانت مصر تمثل مركز اقتصادي وثقافي هام بالنسبة للإمبراطورية العثمانية بسبب موقعها الاستراتيجي كنقطة عبور بين الشرق والغرب، مما قد يضمن تدفق الثروات والموارد بشكل أكثر كفاءة ضمن نطاق نفوذهم المتنامي.
ثانياً، رغبة الصوفيين السلفيين الذين كانوا يشكلون جزءاً كبيراً من قاعدة السلطة السياسية والعسكرية داخل الإمبراطورية العثمانية آنذاك، لعبت دوراً رئيسياً في دعم غزو مصر. حيث اعتبروا أن الفتح الإسلامي لمصر هو واجب مقدس للحفاظ على العقيدة الإسلامية والحماية منها ضد المؤثرين الخارجيين الذين رأوا بأنهم مهددون لها.
بالإضافة لذلك، جاء الغزو أيضًا كرد فعل مباشر على الضغط المصري المستمر للنيل من النفوذ العثماني على طرق التجارة الحيوية التي تمر عبر فلسطين وسورية، والتي تعد شريانا أساسيا للاقتصاد التركي حينها. وقد أدى توغل الملك طومان باي الثاني ملك المماليك المصريين في هذه المناطق إلى زيادة التوترات وأدى إلى اندلاع الحرب النهائية بعد عدة سنوات من المناوشات الحدودية.
بعد ذلك، نجحت الجيوش العثمانية في تحقيق انتصار ساحق آخر عند عكا ثم مجدداً أمام القوات المصرية مجتمعَة بالقرب من غزة قبل الوصول الأخير وملاقاة الجيش المصري الرئيسي بزعامة قانصوه الغوري بمنطقة الريدانية قرب القاهرة مباشرةً. وفي نهاية المطاف، أسفرت المعارك العنيفة هناك عن سقوط العاصمة المصرية واستسلام السلطنة المملوكية رسميًا للدولة الجديدة القادمة من آسيا الصغرى بحلول شهر أغسطس/ آب عام ١٥١٧ميلادية. وبذلك، أصبح الطريق مفتوحا أمام الامتداد الاستعماري للعهد العثماني شرق البحر المتوسط ووصوله لأهداف جديدة غربيه أيضا.