جوهر الحرية: رحلة نحو الاعتراف بحقوق الإنسان المتكاملة

التعليقات · 0 مشاهدات

تمرّ الحرية بتعاريف متعددة لكن جوهرها يشترك في كونها الضامن الرئيسي لممارسة جميع الحقوق الإنسانية بدون انتهاكات أو عراقيل. هي القيمة التي طالما سعى إل

تمرّ الحرية بتعاريف متعددة لكن جوهرها يشترك في كونها الضامن الرئيسي لممارسة جميع الحقوق الإنسانية بدون انتهاكات أو عراقيل. هي القيمة التي طالما سعى إليها البشر عبر التاريخ كهدف سامٍ للوجود البشري. يمكن تصنيف الحريات بشكل رئيسي إلى شخصيتين أساسيتين؛ الأولى وهي الحريات الشخصية تشمل حق الفرد في التحرك بحرية، وحمايته من الظلم والسجن بغير وجه حق، إضافة إلى احترام حياته الخاصة وعدم التدخل فيها إلا بشرعية قضائية. ثانياً، هناك الحريات الفكرية التي تضمن لكل فرد الحق في اختيار معتقداته الدينية والفلسفية دون قسر، وتحقيق فرص متكافئة في التعليم والصحة وغيرهما، كما تعكس حرية الرأي والإعلام، مما يسمح للتعبير الحر عن آراء الجمهور العام بوسائل الإعلام المختلفة.

تتمثل خصائص الحرية في عدة جوانب بارزة. أولها أنها نسبية بطبيعتها؛ إذ تلزم بها قوانين المجتمعات الحديثة لتجنب الأذى المتبادل للأفراد والجماعة. وثاني الخصائص بروز أصالة الحرية وغرسها في النفس منذ الولادة، فتظل ملازمة للإنسان حتى نهاية عمره مهما كان موقعه المكاني أو الزماني. أما الجانب الثالث فهو جانب التنظيم القانوني لهذه الحرية، وهو أمر أساسي لاستقرار النظام الاجتماعي وضمان العدالة بين أفراد المجتمع. أخيراً وليس آخرًا، فإن تعزيز مختلف أنواع الحريات هو عملية متداخلة ومتكاملة الدوائر؛ فالاستمتاع بالحريات السياسية مثلاً يحتاج غالبًا لأن يتمتع المدنيون بثروة معرفية واسعة عبر التعليم المستمر والتواصل المفتوح مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.

وبالتالي، تعدّ الحرية مطلباً إنسانيًا نبيلًا يستحق الدفاع عنه بلا كلل ولا ملل لما لها من دور حيوي في دعم تنمية الحريات المدنية والديمقراطيات الغنية بالمعرفة والقيم الأخلاقية العالية.

التعليقات