الغازات النبيلة، والتي تعرف أيضاً بالغازات الخاملة، هي مجموعةٌ من العناصر الكيميائية تتميز بمواصفاتها الفيزيائية والكيميائية المتفردة. هذه العناصر تتضمن الهيليوم، النيون، الأرجون، الكريبتون، الزينون، والأكسجين. رغم أنها غالبًا ما تُشار إليها باسم "الخاملة" بسبب مقاومتها للتفاعل مع غيرها من المواد، إلا أنها تلعب أدواراً حيويّة عديدة في الطبيعة والصناعة.
تتمتع الغازات النبيلة بخصائص فريدة تميزها عن باقي العناصر في الجدول الدوري. أولاً، لديها أعلى طاقة تأيين بين جميع العناصر؛ هذا يعني أنه يصعب إزالة الإلكترون الأخير منها لتكوين أيون موجب الشحنة. ثانياً، لها أقل قيمة للانتقال الكهربائي مما يشير إلى عدم قدرتها على نقل التيار الكهربائي بشكل جيد. بالإضافة لذلك، فإن كثافة هذه الغازات قليلة جداً مقارنة بكثافة عناصر أخرى مثل المعادن الثقيلة.
في البيئة الطبيعية، يعتبر الغاز النبيل الأكثر شيوعاً هو الأرجون، وهو موجود بنسبة تقارب 1% من الجوّ الأرضي. يتم استخدامه كوسيط عازل في الإنارة وغيرها من الصناعات حيث يحتاج الأمر لوسط عازل للحرارة والكهرباء. أما الهيليوم فهو يستعمل أساساً في الطائرات العملاقة والبحرية لأنه أخف وزنياً وأكثر قابلية لحفظ الحرارة مقارنة بالأرجون.
بالنسبة للأوكسجين النبيل -وهو العنصر الوحيد بين مجموعة الغازات النبيلة الذي لديه شقيق مشع-, فإنه يُستخدم بشكل أساسي في البحث العلمي والتطبيقات الخاصة الأخرى نظرًا لنشاطه الإشعاعي الاستثنائي. بالنسبة للعناصر الأخرى مثل الكريبتون والزينون، فهي تستخدم أيضًا في بعض التطبيقات المتخصصة ولكن ليس بنفس القدر الواسع كما ينطبق على الأرجون والهيليوم.
بشكل عام، رغم انخفاض نشاطها الكيميائي الظاهري، إلا أن للغوات النبيلة أهميتها البالغة سواء كانت داخل المجالات العلمية أو التقنية المختلفة أو حتى ضمن سلسلة الحياة نفسها. إن فهم الخصائص الفريدة لهذه العناصر يساعدنا في تطوير استخداماتها المستقبلية وتطبيق القوانين الفيزيائية بشكل أكثر دقة.