تعتبر متلازمة ستوكهولم ظاهرة نفسية غريبة ومثيرة للاهتمام، ظهرت لأول مرة خلال سلسلة من حالات الرهائن التي وقعت في ستوكهولم عام 1973. سميت هذه الظاهرة نسبة إلى المدينة الأصلية للحادثة. رغم أنها كانت مرتبطة سابقاً فقط بحالات الخطف والإرهاب، إلا إنها يمكن أن تحدث أيضاً نتيجة لظروف أخرى مثل العنف المنزلي وبعض أشكال الاستعباد النفسي.
هذه المتلازمة تنطوي عادة على تطوير الرابط العاطفي بين الضحية والجاني أثناء فترة التعرض لإساءة جسمانية ونفسية طويلة الأمد. هذا الربط الغريب قد يدفع الضحية للدفاع عن المعتدي عليهم والتعلق بهم بدلاً من البحث عن المساعدة أو الهرب. هناك عدة عوامل تساهم في ظهور هذه الظاهرة.
من الناحية البيولوجية، تلعب الهرمونات دورًا هامًا. عندما يعيش شخص تحت تهديد مستمر، ينتج الجسم المزيد من هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول والأدرينالين. مع الوقت، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض حساسية المستقبلات المرتبطة بهذه الهرمونات مما يجعل الشخص أقل استجابة للأوامر والخوف بشكل طبيعي. كما يلعب الدماغ أيضًا دوراً رئيسياً؛ فالدراسات العلمية تشير إلى احتمال تأثير بعض المناطق الدماغية كقشرة الفص الجبهي والحُصين على القدرة على الحكم وردود الأفعال تجاه المواقف الصعبة والمؤلمة.
بالإضافة لذلك، فإن البيئة الاجتماعية والتربوية للعائلة والأسرة تعد جزءا أساسيا أيضا. الأشخاص الذين نشأوا في بيئات تعليم الحب غير المشروط والمعاملة الحسنة لديهم احتمالية أقل لتطوير روابط إيجابية مع أولئك الذين أساؤوا إليهم بسبب قدرتهم الأكبر على تمييز الخير عن الشر. بينما الأطفال الذين تعرضوا للإساءة أو التجاهل في سنوات نموهم المبكرة ربما يشعرون بأن "الحب البائس" أفضل بكثير من عدم وجود حب نهائيًّا.
في نهاية المطاف، تعتبر متلازمة ستوكهولم حالة فريدة تستحق الدراسة والفهم. فهي ليست مجرد رد فعل نفسي بسيط ولكنها نتاج لعوامل معقدة تتصل بالبيولوجيا البشرية والسلوك الاجتماعي والتاريخ الشخصي لكل فرد.