يعود تاريخ أول محاولات للتبريد إلى الحضارات القديمة مثل الصين القديمة ومصر القديمة. فقد اخترع الصينيون منذ حوالي 1000 قبل الميلاد تقنية تخزين الثلج لاستخدامها في حفظ الطعام. أما المصريون، فقد وجدوا طرقًا مبتكرة للاستفادة من درجات الحرارة المنخفضة ليلاً لتجميد الماء.
ومع مرور الوقت، طور علماء طبيعيون وفلاسفة أفكار حول التبريد الميكانيكي. وفي القرن الثامن عشر، قدم الدكتور الاسكتلندي ويليام هالday أسس التجربة الحديثة للتجميد باستخدام النيتروجين السائل في عام 1792م. ولكن الفضل الأكبر يرجع إلى المهندس الأمريكي جون جور، الذي ابتكر ثاني أكسيد الكربون كغاز مبرد فعال في عام 1846م.
ولكن الاختراق الكبير جاء مع مخترع أميركي آخر يدعى نابليون سيريس، الذي نجح في تطوير نظام تبريد يستخدم حمض الكبريتيك كمذيب بارد في عام 1851م. ومع ذلك، فإن الشخص الذي حاز على شرف "أبي الثلاجة" هو عالم أمريكي الجنسية بريطاني الأصل يُدعى جاكوب بيكنز. حيث حصل على براءة اختراعه الخاصة بنظام التبريد القائم على استخدام الأمونيا في العام ١٨٣٥ ميلادية . وقد مهد هذا الإنجاز الطريق أمام الثورات المستقبلية في مجال علم الأحياء والدواء والصناعة الغذائية.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد فترة قصيرة من تقدم بيكنز الأولي, بدأت مجموعة متنوعة من الاكتشافات التقنية تتطور بسرعة كبيرة, منها تحسين مواد التوصيل الحراري للإلكترونيات وأنظمة توصيلات الكهرباء الأكثر موثوقية وغيرها… كل هذه التحسينات جعلتها قادرة على تشغيل الآلات المعقدة اللازمة لبرامج التبريد المنزلية اليوم والتي تعتمد عليها مجتمعنا الحديث بشدة.