دم الإنسان، ذلك السائل الأحمر المتدفق في عروقه، يُمثل العمود الفقري للحياة البشرية. هذا اللون الزاهي ليس مجرد عرض بصري ساحر؛ إنه ناتج عن مجموعة معقدة من المواد الكيميائية والعناصر الفيزيائية التي تعمل بشكل متناغم. أساس هذا الاحمرار يعود إلى وجود مادة تُعرف باسم "الهيموغلوبين" - وهو البروتين الرئيسي الموجود في خلايا الدم الحمراء.
الهيموغلوبين عبارة عن شبكة من ذرات الحديد المرتبطة بجزيئيات كبيرة تسمىglobin. عندما ترتبط ذرة الحديد في الهيموغلوبين مع الأوكسجين أثناء عملية التنفس، تتولد طاقة ضوء حمراء مرئية للعيان. وهذا التفاعل الكيميائي يمنح الدم لونه المحمر الفريد. ومع ذلك، فإن شدّة اللون قد تتفاوت بناءً على مستوى الاكسجين في الدم. فعندما يشبع الدم تماماً بالأكسجين كما يحدث خلال مراحل الراحة والاسترخاء، يبدو ذهبياً خفيفاً. ولكن حين يتم امتصاص بعض الأكسجين بواسطة الأنسجة المختلفة في الجسم مثل العضلات والنسيج المخاطي، يمكن أن يتحول الدم إلى ظل داكن وأكثر قتامة مما يوحي بأن مؤشر أكسجة (الحصول على الأكسجين) غير طبيعي وقد يستدعي استشارة طبية.
بخلاف الهيموغلوبين، يتألف الدم من عدة مكونات أساسية تلعب أدواراً حيوية. أولها خلايا الدم الحمراء نفسها والتي تمثل نحو 45٪ من حجم الدم بإجمالي. تتميز بتكوين قرصي بدون مركز وكامل تقريباً بحبيبات الهيموغلوبين. دورها الأساسي يكمن في حمل الأوكسجين من الرئتين إلى كافة أرجاء الجسم وعودته مرة أخرى بعد ترك الأوكسجين للأنسجة لاستقبال ثاني أكسيد الكربون لنقله خارج الجسم عبر نفس المسار عائداً إلى الرئتين لإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون.
بعد ذلك تأتي خلايا الدم البيضاء - رغم كونها قليلة نسبتها إلا أنها تعتبر محوران رئيسيان هما: الدفاع ضد الأمراض والمناعة الذاتية لصيانة الصحة ومنع العدوى. أما الجزء الثالث فهو بلازما الدم – وهو مكون سوائل شفاف قابل للتمدد يحمل مواد مختلفة بما فيها الأحماض الأمينية والدهنيات والمعادن بالإضافة للماء بنسبة عالية جداً حوالي 92%. وعلى الرغم من بساطة محتواه الظاهر إلا أنه يلعب دوراً هاماً للغاية فيما يتعلق بالحفاظ على توازن مستويات الضغط الكهربائي وضمان تبادل المغذيات عبر الشعيرات الدموية الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء جسم الإنسان الحيواني برمامه وبالتالي فتح باب واسع أمام الدراسات حول تأثير عوامل خارجية مختلفة عليه سواء كانت غذائية أم بيئية أم حتى دوائية!
وأخيراً الصفائح الدموية - جزء آخر خامسا ضمن قائمة مليكات وعظائم المملكة الطبية الداخلية للإنسان - وهذه القطعة تحديداً مسئولة مباشرة عن عملية تخثر الدم ومقاومة نزيف المناطق المصابة داخليا وخارجيا عبر عمل طبقة واقية واقفة حاجزا آليا لمنع تسريب المزيد منه خارج حدود العملة الدائرة الأصلية للجسد الإنساني العامل باستمرار وفي كل لحظة وفي معظم الأعضاء الحساسة لدى الشخص المعتاد ظاهرا باطنيا!. إنها حقاً معادلة دقيقة ومتكاملة وأيقونة جمال خلقت لتخدم انتظام سير الحياة وصحة واحتفظ بها الله عز وجل لأحوالنا الفيسيولوجيه الخاصة بنا وحفظها كذلك لعلم الاكتشاف الحديث الحديث المنفصل عنها أصلاً!!!