صفات الشخصية الإبداعية: مقاربة شاملة

التعليقات · 4 مشاهدات

تتميز الشخصيات الإبداعية بميزات فريدة تعكس قدرتها الاستثنائية على التحليل والإبتكار. أول هذه الصفات هي الطاقة البدنية المرتفعة. غالبًا ما يُعتقد بأن ا

تتميز الشخصيات الإبداعية بميزات فريدة تعكس قدرتها الاستثنائية على التحليل والإبتكار. أول هذه الصفات هي الطاقة البدنية المرتفعة. غالبًا ما يُعتقد بأن الفنانين والمفكرين المبتكرين يحتاجون إلى هدوء وسكون لتحقيق أعمالهم، لكن الحقيقة مغايرة لذلك. هؤلاء الأفراد لديهم القدرة على العمل لساعات طويلة بدون الشعور بالإرهاق، مدفوعين بشغف وحماس لن يتراجع. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم ماهرون في إدارة وتنظيم طاقتهم الجسدية، معتمدين بشكل كبير على الراحة والنوم المنتظم لإعادة شحن طاقاتهم والاستعداد ليوم آخر مليء بالأعمال.

ومن العلامات الأخرى الواضحة للإبداع هو القدرة الفريدة على مزج الواقع مع الخيال. إن الأعمال النابعة من ذهن المبدع تبدو في بعض الأحيان مستحيلة بالنسبة للأشخاص التقليديين، كونها تتعدى حدود الواقع المعروف. ومع ذلك، فإن هذا غير صحيح تمامًا - فهذه "أفكار خارج الصندوق" عندما تُفهَم وفُصِلت، يمكن اعتبارها منطقية ومباشرة. مثال بارز هنا هو الشخص الذي لديه رؤية عروض ثقافية مبتكرة أو تصميم هندسي جديد يغزو الأسواق العالمية.

وفي الجانب الاجتماعي، يبدو أن الشخصية الإبداعية تتمتع بتوازن مثالي بين الانطواء والانبساط. ليس هناك حاجة للتقيّد برأي ثابت حول كيفية التعامل مع الآخرين; فالقدرة على الانتقال بين الاندماج في المجتمع وعدم رغبته في الاحتفاظ بخصوصيته الخاصة هما أدوات قيمة لأصحاب المواهب الفذة. وهذا يدعم اعتقاد البعض بأنه لتكون قادرًا حقًا على تقديم أفكار خلاقة وجديدة، فأنت بحاجة إلى منظور واسع ومتعدد الأبعاد للعالم من حولك.

ويتميّز أيضًا صاحب الذهن الإبداعي بالمزج المثالي بين الفخر بالنفس والتواضع. ربما نتوقع رؤوساً كبيرة لدى الذين وصلوا للقمة في مجال تخصصهم, لكن معظم المبدعين يتمتعون بتواضع وصدق خالص تجاه أصلهم وإنجازات سابقين لهم ساعدوها الوصول لما هم فيه حاليًا – مما يعني تقديراً حقيقيًا لعظمة المساهمة البشرية المشتركة. علاوة على ذلك، يدركون الدور المحوري للسانه والشأن في تحقيق نجاحات مذهلة. ولذا يشددون دائمًا جهدهم نحو الخطوة التالية نحو بلوغ آفاق جديدة كليا!

والجدير ذكره كذلك حب التجربة والاستمتاع بها أثناء القيام بذلك. رغم ساعات العمل الطويل والدؤوب التي تقضيها تلك النوعية من النفوس ،إلا أنها تبقى محتفظة بروح مرحة وشبابية تحافظ عليهم بلا شك . فعلى خلاف الاعتقاد العام بان الجدية تؤتي ثمارها دائما ,فالافكار الرائعة تنطلق غالباٌ ممن يسعى للاسترخاء والمرح .إن فضولا شديدا بشأن معرفة المزيد وغوص عميق بفهم كل تفاصيل العالم المقابل لها أساس مهم فيما يصنعونه لاحقاُ ! إنها الرغبات الدائمة باستكشاف المجالات الجديدة والمعرفة الغريبة عنها أيضاَ سر قوة ابداعاتهم وانتاجهامها الثابت عبر الزمان والمكان المختلف عنهما!!

وأخيرا وليس أقل أهمية ,فالأفراد الإبداعيون يهتمون كثيرا بمحيطهمsocial circle ويتعاملون معه بكل لباقة واحترام . فهم يؤمنون انه بدون الجمهور لن تكون أفكاراهم ذات قيمة مطلقا ؛ فهي تستهدف التأثير والتوجيه وتغيير نظرتنا للحياة اليوميه الي الافضل . وهذا ما عبّر عنه قطب الاسلوب الأدبي العالمي الشهيرة ارنيست همنجواي حين قال : " لقد اكتسبت العديد من المهارات والجوانب المعرفية المختلفة خلال فترة الإنصات للآخرین". في أغلب الاحيان , يفوت الكثير فرصة اكتساب خبرات ثمينة بسبب عدم اهتمام بهم بكلام الاخرون . لذا فان شخصية مالك نظرآت إيجابيّة ونظر إليها الأشياء بزاوية مختلفة تعتبر إحدى أكثر صفاته مميزة وغير نمطيّه !!

التعليقات