الكلى عضو حيوي في جسم الإنسان، تشبه في حجمها وبنيةً حبّة الفاصولياء، وموقعهما خلف المعدة وجنبَي العمود الفقري تحت القفص الصدري. تعتبران جزءًا رئيسيًا من الجهاز البولي المسؤول عن تنظيم وظائف العديدِ من الأعضاء الداخلية. تلعب الكلى دورًا محوريًا في المحافظة على الصحة العامة من خلال عدة عمليات بيولوجية حساسة.
أبرز وظيفة لكليتيْن هما ترشيح وإزالة الفضلات والماء الزائد من مجرى الدم بشكل مستمر ومتواصل طوال الـ ٢٤ ساعة يومياً. يعمل كل منهما كمرشحات دقيقَة تنقي ما يقارب خمس أكواب من مادة دم قاعدتها المياه لكل دقيقة! تمر هذه العملية بثلاث مراحل واضحة المعالم: تصفية الدم، إعادة التصنيع، والتخلص النهائي.
في مرحلة الترشيح الأولى، ينساب الدم نحو "الوحدة الأنبوبية"، وهو مصطلح يشير للتجمع الإقليمي المتخصص بكفاءته الفائقة والذي يحمل اسم "الطبقات الأنبوبية". ترتكز عليه كلتا الطرفين الرئيسيتين لهذه الآلية؛ أولاهما تُطلق عليها اسم "الكُبب" وهي مسؤولة بشكل مباشر عن عزل الخلايا البيضاء وحبيباتاته المختلفة عن باقي عناصر الدم ذات الوزن الثقيل نسبيا. ثانيهما هي عبارة عن قناة طويلة منحنية تسمى بالنابيع المسئولة بدورها لإعادة تعيين وضبط نسبة الأملاح والمعادن الضرورية للحفاظ على حالة الاتزان العام لمنطقة الانسجة المحيط بها ضمن نطاقات آمنة لصالح الاستقرار الداخلي لجسد المرء برمَّتُه.
بعد انتهاء هاتين الخطوات يستقر المشروب عديمة اللون–أي بول غير ملون إلا بمستويات قليلة جداً مما يمكن وصفه بفائض ذائب فيه - يغادر مكانه ليحل محلّه دفعات جديدة من طاقة الحياة المنبعثة والقائمة أساس بنيتها الرئيسي على الاحماض الامينية والبروتينات وغير ذلك الكثير . إن قدر ثقل تلك القطرة الأخيرة يكاد يساوي ضعف كتلتها قبل حقنها حديثا وذلك يعزو بصورة كبيرة لعوامل كالاملاح والشوارد الكهربائية المنتشرة بين خلايا الدم وكبسولاتها كذلك . وهكذا دواليك دوام التحولات المصاحبة لحتميات الولادة والنمو السنوي للإنسانية بما فيها الجد المركزي هنا. أخيرا وليس آخرآ يدوران دائراته الرائعتين بهدوء وسلاسة مدروسة وفق سيرورة ثابتة تمتد لطريق واحد فقط يؤدي اليهما :القناة النافذة المؤدية لمجرد غرفة انتظار واسعة تسمى بالمبيض المستقبل للغلف لنفايات وقت اجازته الرطبة ! بينما يجذب دمه المغذي له وزنه المعتدل يرجع مرة أخرى للشريان فرعا من شجرة حياتيه الاصلية ليستنشقا حياة جديده عوضاعن سابقتها المعتفة منذ انقطاع نسجه عنه مؤقتآ ..هذه الرحلة القصيرة نوعا تحمل معنا مغزا عميق حول أهميته الذاتية لدى خصائص وجودانا البشرية الغاية منها سلامتنا الصحية والعيش سعيدا بعد أدوار نجاعة ادوارها الطبيعية فانتشر الروابط المعقدة داخل الدولة الفيسيولوجية لدينا وانسباقه بلا حدود تجاه كل نقطة تستحق اهتمامانتباه ودراسه علميا لفهم طبيعتها الأكثر احساس بالحياة والتي لاتزال مجهولة لنا ولو بدرجة بسيطه رغم تقدم الطب الحديث ومعرفته الشاملة ... ولكن يبقى مجال البحث مفتوحا أمام اكتشاف المزيد عنها وما تخفيه خبايا اسرار خلق الله عزوجل اعظم مخلوقات خلقه تألق وتميز واستمرار!!