في التاريخ النضالي لأمم الشرق الأوسط، لا يمكن تجاهل دور "الشريف" حسين بن علي آل هاشم كقائد بارز للثورة العربية الكبرى التي اندلعت عام 1916. هذا الرجل، الذي ولد عام 1853 في إسطنبول، ترك بصمة عميقة في تاريخ المنطقة عندما قاد حركة مقاومة ضد الحكم العثماني بدعم غير مباشر من بريطانيا وفرنسا.
كان هدفه الرئيسي واضحاً منذ البداية - تحقيق استقلال عربي جامع يشمل جميع المناطق الواقعة بين حلب وسوريا حتى عدن في اليمن. سعى الشريف حسين لإنشاء دولة ذات هوية عربية خالصة تتوافق مع العقيدة الإسلامية، وتعطي الحقوق الكاملة للأقليات دينية كانت أم ثقافية داخل حدود الوطن العربي الكبير.
بعدما أصبح أميرا ومؤخرا للحجاز سنة ١٩٠٨, عمل جنباً الى جنب مع ابنائه الأمراء الثلاثة عبد الله وعلي وفيصل لتأسيس الجبهة المناهضة للدولة العثمانية وكان ذلك عبر خطة مدروسة ومخططة جيّدا. نجح هؤلاء الرجال المشاهير بتوحيد الصفوف الشعبية المغتصبة حقوقها بشكل تصاعدي يحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي والديني للإنسان العربي بفخره وهويته الجديدة المستعادة.
آثار الثورة نتجت عنها عدة تغييرات جذرية منها اعتراف المجتمع الدولي بمملكة الحجاز كممتلكاتها الخاصة للشريف حسين آل هاشم وذلك بعد انتصار المعارك الوطنية الطاحنة. بينما ظلت بعض المدن مثل سوريا تحت النفوذ الاستعماري الأوروبي سواءً فرنسيا أو انجليزياً حسب اتفاقهم السابق والذي ألغي لاحقا بسبب تدخل فرنسا ودول أخرى لصالح نظام الملكية الوراثية لهاتين الدولتين ولم يعد بالإمكان تنفيذ مشروع الوحدة العربية التي حلم بها الشرفاء آنذاك إلا جزئيا فقط.
إلا أنه رغم كل المصاعب والتحديات فقد أسست تلك المحاولة الرائدة لنظام جديد يقوم على الحكم القائم على الشرعية التاريخية والروحية لشعب عربى مسلمين متحدين خلف شخص رئيسي لهم رمزيه ساميه تتمثل برجال الدين ولي الأمر المنتسب إلي بيت رسول الإسلام الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي شكل نقطة ارتكاز مهمة لحركة الإصلاح السياسي والعلمي التي عرف بها العالم الاسلامي القديم والمعاصر أيضا .