في قلب كل شخص يكمن عالم مليء بالإمكانات والمواهب، وهو ما يشير إليه مفهوم "تحقيق الذات". يعد هذا المصطلح أساسياً في فهم الرحلة التي يقوم بها الإنسان لاستكشاف وتنمية قدراته الخاصة، مما يؤدي إلى شعوره بالسعادة وتحقيق الذات.
ويرى علماء النفس أن تحقيق الذات ليس مجرد هدف نهائي واحد، بل عملية مستمرة تتطور مع تقدم الفرد ومعرفته لنفسه. ويعود الفضل للدكتور أبراهام ماسلو، أحد أشهر العلماء النفسيين، في تطوير نظريته الشهيرة حول هرم الحاجات البشرية. وفقاً لهذه النظرية، هناك تسلسل طبيعي للحاجات الإنسانية تبدأ بالأساسيات كالغذاء والأمان، لتصل بعد ذلك إلى الرغبة في الانتماء والحب، وأخيراً إليها الهدف النهائي - تحقيق الذات - عندما يتمكن الفرد من تنمية واستخدام مهاراته وقدراته بكامل طاقتها.
لتحقيق الذات، اقترح ماسلو عدة مراحل ومبادئ توجيهية أساسية:
- التحرر من الضغط الاجتماعي: يجب على المرء اتباع طريقته الطبيعية وليس التقليد الأعمى لما يقوله الآخرون أو توقعات المجتمع عنه. بدلاً من ذلك، فإنه يحتاج إلى مواجهة مخاوفه والتعبيرعن أفكاروهوآرائه بحرية.
- الحوار الذاتي: القدرة على التفكير العميق والاستماع للنفس أمر ضروري لإدراك احتياجاتنا الداخلية ورغباتنا الحقيقية. وهذا يعني عدم الاعتماد بشكل مفرط على آراء الغير ووجهات نظرهم المزعومة بشأن حياتنا.
- وضعالأهدافوضبطها: نجاح تحقق ذاتيتعتمد بدرجة كبيرةعلى وضع غايات واضحة ومتابعة العمل عليها باستمرار لتحقيق النجاح الجزئي قبل الشروع في تحديات أكبر. وهكذا سوف يستغل الفرصة وينطلق بخطوة ثابتة نحو هدفه الأعلى.
- استخلاص الدروس من التجارب: التعلم المستمر من الحياة أحد عوامل مساعدة واساسية لقوى داخلية جديدة تساعد الانسان باتجاه مستقبل افضل . فهو يسمح له بفهم دورة التجربة والقيمةالعظيمةالتييمكن ان توفرها لنا تلك اللحظات المؤلمة اوعلى العكس فتلك السعيدة كذلك .
وبالتالي فإن تحقيق الذات ليست فقط نتيجة ، ولكن أيضا عملية متواصلة تعزز نمونا الداخلي وشخصيتنا كما نعرف أنها يمكن ان تعطينا فرصة للعيش حياة كاملة وسعيدة حقّا!