تعتبر تصنيفات الجامعات مقياساً هاماً للأداء الأكاديمي وسمعة المؤسسات التعليمية العليا حول العالم. هذه التصنيفات ليست مجرد مؤشرات لأرقام القبول والتدريس فحسب، بل تعكس أيضاً القدرة البحثية والإنجازات العلمية لكل جامعة. يُستخدم هذا الترتيب كمرجع مهم للمستشاريين الطلابيين والعاملين في مجال التعليم الأعلی وأصحاب العمل عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم العالي.
في السنوات الأخيرة، شهدنا تطوراً ملحوظاً في طريقة قيام الجهات المسؤولة بتقييم الجامعات. تعد جائزة "تايمز هايير إديوكاشن"، المعروفة أيضًا باسم تايمز هيد، واحدة من أكثر التصنيفات شهرةً وتعقيداً. يعتمد هذا النظام بشكل أساسي على خمس معايير رئيسية وهي التدريب التدريسي، والأبحاث، والأثر الاقتصادي، والاستقطاب الدولي، ومعايير الدعم الحكومي للدراسات العليا.
على الجانب الآخر، يتميز تصنيف شنغهاي بإعطائه أولوية كبيرة للإنتاج العلمي والحصول على منح بحثية مرموقة مثل نوبل وجائزة فيلدز. كما أنه يستند إلى عدة عوامل تتعلق بمعدلات النشر ومرات الاستشهاد بالمقالات العلمية لإظهار مدى التأثير الفعلي للأعمال المنشورة عالمياً.
من بين الجامعات الرائدة حسب ترتيب الشانغهاي لعام ٢٠٢١، يمكننا ذكر جامعة هارفارد والتي احتلت المركز الأول عالميا منذ سنوات عديدة متتالية بناءً على أدائها القوي في مجالات متعددة تشمل البحث والنشر والإرشاد الأكاديمي. تأتي خلفها جامعات أخرى مثل ماساتشوستس للتكنولوجيا وسانتا باربرا كاليفورنيا وهارفارد مرة أخرى ضمن أعلى عشرة مراكز مما يؤكد المكانة القوية لهذه المؤسسات داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
أما بالنسبة لتألق أوروبا فقد ظهرت العديد من الأسماء البارزة بما فيها أكسفورد كامبريدج لندن إمبريال كوليج وغيرها الكثير وذلك يعود جزئيًا لقوة أنظمة التعليم لديها تاريخيًا ولإرث ثقافي غني أثره واضح حتى الآن عبر البحوث الجادة التي تقوم بها تلك الـجامِعَات الأوروبيّة الرائدهُ .
وفي الشرق الأوسط وإفريقيا أيضا بدأت ظاهرة ارتفاع مستوى الانتساب للـجامْعَات وفق المواصفات الدولية وتصدر سجلّات الشهرة العالمية خاصة بعد تطبيق سياساتها التحويلية نحو التفكير المستقبلي ولمواكبة الاتجاهات الحديثة لسوق العمل الصاعد بشكل مستمر وبالتالي توسيع رقعة المنافسة العالمية لنيل مكانه لها بين نخبة مؤسسات التعليم العاملة حاليًا . ومن أمثلته الشاهقة جنوب أفريقيا وجامعة القاهرة ومدرسة الدراسات العليا المتخصصة بالقاهرة الجديدة وكذلك كلٌٌٍٍٍٍٍٍٍِِّّّّ من جامعتَي الملك عبد الله وحائل السعوديتان ، بالإضافة لدوحة قطر وعمان عمان وكلدان الجزائر وكلٍٍٍٍََِّّّّٔٔٔٔ من كوريو دلهي الهنديان ...الخ ... فهذه جميعها نماذج لامعة تجسد مثال حداثة النهضة العربية الناشئة لتشارك بقوة فيما يسمى بحلبة سباق الإبداع المعرفي العالمي المؤهل للحفاظ على موقع استراتيجي مغاير لمختلف ما تواجهه معظم البلدان الأخرى تقليديا ورغم تحديات بيئتها الداخلية إلا إنها تسعى لتحقيق هدف قومي رفيع المستوى وهو تقديم منتوج علمي ذو مكانة ساميه مقابل تبادل خبراء الأنصار الجدد الذين سيكونون خير سفراء لبناء مجتمع عصري عصامي قادر على مواجهة انعطافاته النوعية باتجاه مجهول مجهول ولكن محاط برؤية واضحه لما سيحققه نهوض ثوراتها الانقلابية في مرحلة لاحقة قابله للتنفيذ المعتمد أساسا علي بنيان عقلاني يصبو لأن يكون جزء حيوي فيه مفصل دينامية حركة تقدم دولة بأسرها وليس فقط مُعامل ذات طابع ايديولوجي خاص فردي منعزل خارج مساحة المجتمع الواسع الجمعي نفسه . وفي الخلاصه فإن عصر اليوم يكشف لنا واقع مختزن بكل تفاصيل متغيرة باستمرار لكن يبقى الثابت الوحيد هو الحاجة الملحة لاستدامة جهود الدولة فى دعم قطاع التعليم بغرض تحقيق حلم وطن عريق يعمل تحت رايته أخيار أبنائه بلا انتماء عشوائي يهدمه إنما يندرجون بحرص لدى مجموعة شامله تساند خطاهم بأنموذج حياة خليق بهم يأخذ شكل نظام اجتماعي متكامل ومتماسك يفيد منه الجميع بعيدا عن شزر المحسوبيات السياسية الضيقة الضررآت المدمرة للعلاقات الاجتماعية مهما بلغ قدر تأثيرها .