الكالسيوم، المعروف علمياً برمز Ca، يعد واحداً من العناصر الأساسية التي تلعب دوراً حيوياً في مختلف جوانب الحياة الطبيعية والبشرية. هذا العنصر ينتمي إلى الفلزات القلوية الأرضية وهو خامس أكثر العناصر وفرةً في قشرة الأرض. يتميز الكالسيوم بأنه ذو لون أبيض فضي ويبلغ وزنه الذري حوالي 40.08 وحدد كتلته الجزيئية بمعدل 20.09 دالتون لكل مول.

في الطبيعة، يظهر الكالسيوم غالباً بشكل معقد مع الأكسجين لتكوين أكاسيد مثل أكسيد الكالسيوم (CaO) وكربونات الكالسيوم (CaCO₃). هذه الأنواع من المركبات لها أهميتها الخاصة؛ فالكلس (أكسيد الكالسيوم) يستخدم عادة في تصنيع الخرسانة وفي الحماية من الحرائق بينما مركب كربونات الكالسيوم يشكل أساساً هاماً للعديد من المواد الغذائية وللحجر الجيري أيضاً.

بالنسبة للإنسان، يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة من الكالسيوم لصحة جيدة خاصة خلال مرحلة النمو المبكرة والحفاظ عليها حتى الشيخوخة. يساعد الكالسيوم في بناء وتقوية العظام والأسنان، بالإضافة لدوره في تنظيم وظائف الأعصاب والعضلات. نقص الكالسيوم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة بما فيها هشاشة العظام وهشاشة الأسنان وضعف عضلي وعصبي. لذلك يُعتبر منتجات الألبان والحبوب المدعمة بالكالسيوم وغيرها من الخيارات الغنية بهذا العنصر جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي.

بالإضافة لهذه الاستخدامات البشرية، يلعب الكالسيوم أدواراً متعددة أخرى داخل المجتمع البشري. فهو ضروري لإنتاج مواد بناء متنوعة ومواد زراعية وأسمدة لتحسين التربة الزراعية. كما أنه يدخل ضمن تركيب العديد من المنتجات التجارية اليومية مثل بعض أنواع الطلاء والمعجون والجص والأحجار الرخامية الجميلة المستخدمة للديكورات الداخلية والخارجية للمباني التاريخية والفاخرة.

في المجالات العلمية والتكنولوجية المتخصصة، يوجد استخدام كبير أيضاً للكالسيوم بعدة أشكال سواء كانت نقية أم مقترنة بعناصر أخرى لإنشاء اختبارات وتحليلات مبتكرة لكشف ودراسة مجموعة واسعة من الظواهر البيولوجية والكيميائية المختلفة. وبالتالي فإن فهم خصائص واستخدامات العنصر Ca ليس فقط أمر مهم للعلماء وإنما أيضًا للأفراد الذين يهتمون بصحتِهم الشخصية وحياة مجتمعِهم المحلية والعالمية بأكمله.