بدأت الخلافة العثمانية كإمارة صغيرة على حدود العالم الإسلامي مع أوروبا في نهايات العصور الوسطى، على يد مؤسسها عثمان بن أرطغرل. امتدت هذه الدولة لما يزيد عن 600 عام، حيث تولى الحكم فيها 42 سلطاناً، من أبرزهم عثمان الأول، أورخان، سليمان القانوني، وعبد الحميد الثاني.
في عهد سليمان القانوني، الذي حكم لمدة 46 عاماً، بلغت الدولة العثمانية أوج عظمتها قوةً واتساعًا وحضارة. ومع ذلك، بدأت مرحلة الضعف والانهيار بعد وفاته، حيث انغمس بعض السلاطين في ملذات الحياة، وانصرف آخرون عن الجهاد والتوسع. أدى ذلك إلى ظهور العديد من الثورات والاضطرابات داخل الدولة، بالإضافة إلى علو نفوذ الوزراء على نفوذ السلاطين.
استغلت القوى الأوروبية هذه الاضطرابات، وشنّت حملات متتالية على أراضي الخلافة، مما أدى إلى تتالي الهزائم وتوقف التوسع العثماني. في عهد السلطان سليم الثاني، ظهر التفوق العسكري لأوروبا بشكل واضح بعد هزيمة الأسطول العماني في معركة بحرية.
في عام 1922م، انهارت الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك، ممثلاً عن جمعية الاتحاد والترقي. أسقط منصب السلطان وأسس الدولة التركية الحديثة، وتولى حكمها في عام 1924م.
بهذا، انتهت رحلة الخلافة العثمانية التي امتدت لأكثر من ستة قرون، تاركة وراءها إرثاً تاريخياً غنياً.