يُعتبر الأمن ركيزة أساسية لأية مجتمع مستقر ومزدهر، وهو يشير إلى حالة السلام والشعور بالأمان الداخلي والخارجي لدى الأفراد والجماعات. هذا الشعور بالتأكيد والرضا يأتي نتيجة احترام القوانين الشرعية والمعايير الأخلاقية، مما يخلق بيئة صحية نفسياً واجتماعياً. يركز المفكر الإسلامي الكبير نور الدين الخادمي على أهمية الأمن بأنه يشمل الاطمئنان على الدين والنفس والعائلة والممتلكات الخاصة، بدون خوف من الأذى المحلي أو العالمي، طالما يتم اتباع التعاليم الدينية واحترام الأعراف الاجتماعية والقوانين المدنية المشروعة.
يمكن اعتبار الأمن كمجموعة من التدابير والإجراءات التي تضمن سلامة الأشخاص والمجتمع والدولة نفسهاً ضد الظروف غير المرغوب فيها محليا ودولياً. فهو ليس فقط الشعور الشخصي بعدم الرعب أو الخوف، ولكن أيضا القدرة على حماية المصالح الرئيسية للأفراد والمجموعات والمجتمع بشكل عام.
أهمية الأمن:
يتمثل جوهر أهمية الأمن في تمكين البشر من القيام بممارساتهم الدينية بحرية كاملة، بالإضافة إلى حرية ممارسة كافة جوانب الحياة اليومية بسلاسة واستقلالية. عندما تكون هناك ثقة في نظام الحكم والأوضاع العامة، فإن ذلك يسمح بتطور العلاقات الاجتماعية بطريقة صحية وضمان الوصول لتحقيق سعادة كل فرد وطموحاته الشخصية ضمن قواعد أخلاقية واضحة ومعترف بها.
اضطراب النظام الأمني:
إن أي اضطراب في منظومة الامن يؤدي عادة لانعكاسات خطيرة منها انتشار الفتنة وفقدان هيبة السلطان والخلفية الروحية للدولة، الأمر الذي يساهم في تقويض أساسيات النظام الاجتماعى والثغرات الناجمة عنه والتي تفتح الباب أمام انتهاكات حقوق الإنسان وانتشار الجريمة والتطرف الديني والفكري وغيرها الكثير من الأمراض الاجتماعية المدمرة. ومن النتائج الأكثر شيوعاً للاختلال الأمني ظهور مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والعنف والسلوك العدواني بما فيه الانتحار وما يقارب منه من حالات مرضية متطرفة تعكس مدى الضرر الذي يلحق بالنظام الاجتماعي برمته عند فقدانه للسلم الداخلي والقدرة على الدفاع عن نفسه داخلياً وخارجياً.
وفي النهاية، يعد الأمن عاملاً محفزًا للنمو الاقتصادي والحضاري لأنه يعزز الثقة ويعطي الفرصة لمبادرات الأعمال الصحية والبناء الثقافي المتنوع، بينما يغذي الاستقرار النفسي للإنسان وتعزيز دوره الحيوي داخل المجتمع المدني الواسع.