الطموح؛ مفهوم عميق وغني بالأبعاد النفسية والسلوكية، والذي غالباً ما يكون المحرك الرئيسي لاتخاذ قرارات مصيرية في حياة الإنسان. يعود جذور هذا المصطلح إلى الأصل العربي، حيث يعني "ارتقاء"، مما يوحي بفكرة التسلق نحو الأعلى - سواء كان ذلك حرفيًا أم رمزياً. عند دراسة الطموح، نكتشف أنه ليست مجرد رغبة شخصية بل له بعد اجتماعي أيضاً.
في السياق اللغوي، يتم تعريف الطموح كرغبٍ قوية لدي الشخص لتحقيق هدف محدد أو مستوى معين في مختلف جوانب حياته مثل الاقتصاد, السياسة, المهنة وغيرها الكثير. هذه الرغبات القوية هي الدافع الأساسي للتقدم والتطور مستقبلاً. ولكن نظرًا لتعدد وجهات النظر الشخصية والعوامل المؤثرة الخارجية، فإن كل فرد يملك نوع خاص وفريد من الطموح الخاص به.
تنقسم الأنواع الرئيسية للطموح عادةً إلى قسمين رئيسيين هما: الطموح الاجتماعي والفردي. يدور الأول حول تطلعات مجموعات كبيرة من الأشخاص ضمن مجتمع واحد وبالتالي تتأثر بعوامل خارجية كثيرة تشكل البيئة الاجتماعية والثقافية المحيطة بهم. أما الثاني - وهو أكثر تحديدًا -, فهو يشير لطموحات أفراد بعينهم والتي ترتبط بشكل مباشر بخبراتهم وخياراتهم الخاصة بالحياة. لكن الأمر ليس محدودًا بهذا التقسيم الثنائي إذ بالإمكان تصنيف المزيد منها حسب التركيز الداخلي والخارجي كذلك.
يمتلك أصحاب النفوس الطموحة مجموعة مشتركة من الصفات التي تساعدهم على مواجهة تحديات الطريق نحو تحقيق غاياتهم. أولى تلك الخصائص هي قدرتهم الفريدة لرؤية الفرصة خلف العقبات والنكسات بدلا من الانزعاج منها. إن ثقتهم بالنفس وإيجابيتهم تجاه الحياة توفر لهم المنطلق اللازم للاستمرار رغم الصعاب. بالإضافة لذلك,يستطيع ذوو العزيمة الكبيرة تحمل مسؤولية خياراته واتخاذ قراراتها بنفسهم بعيداً عن تأثير ظروف خارجة عن سيطرتهم.
إن إدراك أهمية الاعتراف بمتغيرات ومراحل مختلفة لرحلة الطموح مهم جدا للحفاظ على دوافع عالية والاستمرارية المثمرة في العمل نحو أحلام الفرد العزيزة عليه. وهذا واضح عندما ننظر لكيفية تراكم خبرة ومعرفة الفرد عبر الوقت وكيف تساهم في توجيه رؤيته للأمام أكثر تركيزًا ووضوحاً.
وفي نهاية المطاف ، سواء تعلق الأمر باجتهاد فردي خارق أو تقدم ملحوظ لمجموعة كاملة ، يبقى هدف واحداً مشتركاً لكل الرواة : بلوغ آفاق جديدة واستخراج ذات كل منهم بالفعل العملي للدروب المسدودة سابقاً .