الضغط تحت الماء هو ظاهرة طبيعية تحدث عندما يوجد جسم ما مغمور جزئيًا أو كليًا في السائل مثل الماء. هذا الظاهر ينتج عنه قوة تؤثر على كل نقطة سطحية للجسم المغمر تسمى "الضغط". وفقاً لقانون الضغط، فإن الضغط (P) الناجم عن ارتفاع السائل فوق الجسم يمكن حسابها باستخدام الصيغة التالية: P = ρgh ، حيث ρ هي كثافة السائل (عادةً 0.9998395 غ/سم³ للماء عند 4 درجات مئوية)، h هو العمق أو ارتفاع السائل فوق الجسم، و g هو تسارع الجاذبية الأرضية وهو تقريبياً 9.8 م/ث².
في بيئة الحياة اليومية على سطح الأرض، الضغط الجوي الطبيعي يسجل حوالي 99,973.98 باسكال. لكن هذا الضغط لا يُشعر به بشكل مباشر لأن جميع الأجهزة البدنية داخل أجسامنا قادرة على مقاومته. ومع ذلك، عند الغوص في الماء، حتى لعمق محدود، يبدأ تأثير الزيادة في الضغط الهيدروستاتيكي - القوة التي تمارسها مياه البحر على كل وحدة مساحة - في الشعور بها وبشدة خاصة حول منطقة الطبلة الخارجية للأذنين. هذه الزيادة بمقدار 99,973.98 باسكال لكل 10.06 أمتار إضافية تنزل فيها نحو الأعماق.
بالانتقال لموضوع التأقلم والتكيّف، هناك العديد من الكائنات البحرية التي تستطيع التعامل بكفاءة مع الضغوط العالية الموجودة في البحار والمحيطات. حيتانيات مثل الحوت الأزرق وحيد القرن لديها القدرة على التحمل أمام الاختلافات الشديدة في الضغط نتيجة لبنية أجسادهم الفريدة. عضلات صدرهم المدعومة بالأضلع المرنة المصنوعة من الغضروف تعمل كنظام هوائي يساعد على استيعاب هذه التقلّبات بدون حدوث ضرر جسدي كبير.
على الجانب الآخر، بالنسبة للإنسان أثناء نشاط الغوص الرياضي، قد يواجه تحديات صحية مرتبطة بتطبيق قوانين بيولوجية مختلفة. التنفس تحت ضغط مرتفع يؤدي لتضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم وانخفاض معدل نبضات القلب وتدفق الدم بشكل عام. بالإضافة لذلك، يتجمع ثاني اكسيد الكربون داخل الجسم بعد فترة طويلة من عدم التنفس الحر وسيرسل الجسم رسالة للاسترخاء والشبع بالأوكسجين إلّا أنه سيصبح سامًا بسرعة كبيرة إذا كانت نسب الأكسجين عالية جدًا كموجود في بعض خزانات الغوص الاحترافية. أيضاً، يمكن لمستويات CO₂ المتزايدة أن تحفز دورة دمويّة أقوى للدماغ مؤقتًا ولكن لها آثار جانبيّة خطيرة بما فيها سموم οξυγένουσις (Overoxygenation). لذا، تعد إدارة الوقت والتنظيم الصارم للنسب مهمًا جدا لحماية الصحة العامة للغواصین المحترفين والحفاظ علي سلامتهم النفسية والجسدية ضمن وسط مليء بالتحديات الفيزيائية وغير المتوقعه دائماً .
وفي النهاية، فإن دراسة وفهم خصائص وكيمياء وكمية عناصر ومكونات محيطنا القطبي والساحلية أمر حيوي لفهم آليات الحياة والاستمرار لأكثر الأنواع قدرة على التأقلم مع أصعب الظروف البيئية تحت السطح العجيب.
