كوكب الأرض، وهو موطن الحياة المعروف الوحيد في مجرتنا درب اللبانة، تواجه حالياً تحديات كبيرة بسبب تزايد معدلات درجة الحرارته العالمية. يبلغ متوسط درجة حرارة سطح الأرض حوالي +14.7°C بناءً على البيانات المسجلة بواسطة وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، ولكن هذا الرقم يمكن أن يتغير بشكل ملحوظ حسب الموقع الجغرافي والفصلي. مناطق خط الاستواء تميل إلى تجربة درجات حرارية أعلى بالمقارنة مع المناطق القطبية الباردة.
التغيرات في درجات حرارة كوكبنا مرتبطة ارتباط وثيق بتقلبات الغلاف الجوي للأرض. ثلاثة عوامل أساسية تساهم بشكل كبير في ذلك: الطاقة الشمسية، تأثير غازات الدفيئة، والحركة البحرية. التقلبات الموسمية الناجمة عن ميل محور الأرض أثناء دورانه حول الشمس تلعب دوراً أساسياً أيضاً. كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى خلق بيئات مختلفة تحتضن تنوعاً هائلاً من النباتات والحيوانات وحتى المجتمعات البشرية.
وفي دراسة حديثة، ارتفع متوسط مستوى درجات حرارة سطح الأرض بنسبة غير مسبوقة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، خصوصاً خلال الفترة بين العامين 2001 و2010. وقد أدى هذا الارتفاع التدريجي للحرارة إلى زيادة تكرار حالات الحر القاسي في عدة مناطق حول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، مما قد يشكل تهديدا مباشرا لصحة الإنسان عبر مجموعة متنوعة من المخاطر الصحية مثل النوبات القلبية والإرهاق الحراري حتى الموت نفسه.
هذه الزيادة المستمرة في درجة الحرارة لها تداعيات عميقة على النظام البيئي العالمي. فعند تعرض الهواء لزيادة مستويات الحرارة، فإن ذلك ينعكس مباشرة على حالة البحار ونظم المناخ والأنهار الجليدية والثلوج والنباتات والحيوانات؛ الأمر الذي يستدعي العمل العاجل لحماية نظامنا البيئي ودعم استدامتنا كأسرة بشرية واحدة تعيش ضمن خلية صغيرة جداً نسبيًا بالكون الواسع.