تُعتبر التربة أساس الحياة النباتية والكائنات الدقيقة والبشر نفسها. تتكون بشكل أساسي من مواد عضوية وغير عضوية مرتبة بطريقة معينة تسمح لها بتوفير بيئة خصبة للنمو والتغذية. يمكن تقسيم مكونات التربة إلى ثلاث فئات رئيسية: المواد العضوية، والرمل والحصى، والمواد المعدنية الأخرى مثل الطين والمعادن الثقيلة. هذه الطبقات ليست فقط مختلفة في التركيب ولكن أيضا تلعب أدوارا حيوية في وظائف التربة المختلفة.

1. المواد العضوية: تشكل الرواسب البيولوجية المتحللة - بما فيها ذوات الفصوص والنباتات والأنسجة الحيوانية - الجزء الأكبر من المادة العضوية في التربة. تقوم البكتيريا والفطور بتفاعلات كيميائية هامة تحويل هذه المواد إلى سماد طبيعي غني بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو الخلوي للنباتات والجذور وأنظمة الجذر. بالإضافة لذلك، تعزز المادة العضوية القدرة الحافظة للمياه والهواء في التربة مما يساهم في تنظيم الرطوبة ومستويات الأكسجين داخل تكوين الأرض الصلب.

1. الرمل والحصى: يمثل هذا النوع ثاني أهم مكون بعد المواد العضوية حيث يشغل حوالي نصف حجم التربة الإجمالي. يتميز بحجمه الكبير نسبيًا مقارنة بالمواد الأخرى وهو ما يعطي التربة خصائص تسرب المياه وضغط الهواء الجيدان جداً. ومع ذلك ، قد يكون له تأثير سلبي إذا كانت نسبة وجوده كبيرة جدًا لأنّه يعمل كمجفِّف سريع للتربة بسبب عدم احتفاظه برطوبتها لفترة طويلة .

1. المعادن الثقيلة والطمي: تعتبر أصغر حجما بكثير بالمقارنة بمجموعة الرمل والحصى، ولذلك فإنها تميل لتكوين مجاميع صغيرة تمسك ببعضها البعض وبالماء أيضًا أكثر فعالية من القطع الكبيرة الموجودة ضمن مجموعة الحصى والرمال. تعد المعادن مثل الصخرة المغنيسية والصخور النارية جزءًا مهمّا لهذه المجموعة والتي تضيف أيضاً نسيجا مميزاً لطبقات تحت سطح الأرض نتيجة اختلاطاتها بالأوساخ الصغيرة الناجمة عن التحلل الطبيعي للأرض الأمهات القديمة فوق السطح مباشرة قبل تراكم الطبقات الجديدة عليها عبر الزمن .

هذه التقسيمات الثلاث لمكونات التربة تكشف لنا مدى التعقيد والدقة التي صنعتها الطبيعة لتحقيق نظام دقيق ومتوازن يسمح بالحياة واستمرارية إنتاج الغذاء لكوكبنا الغالي.