يعدّ المفعول به أحد أهم الأركان التي تُبنى عليها الجملة الفعلية في اللغة العربية؛ فهو العنصر المسؤول مباشرةً عن إتمام معنى الفعل وتحديد ما يحدث له. يُعرَّف بأنّه اسم في محل نصب يدل على المقصود بالفعل ويأتي بعد فعل المتعدي مسبوقًا بعلامات النصب المناسبة حسب نوع الاسم.
تنوعت أشكال المفعولات بحسب اختلاف أنواعها بين مذكر ومؤنث وجمع مفرد وغير ذلك مما يختلف حكم وضع علامته عليه أيضًا. فمثلاً يمكن للأفعال الزائدة مثل "رأى" و"سمع" أن تتلقى مفعولاً واحداً فقط بينما قد تحمل بعض الأفعال الأخرى أكثر من واحد بناءً على معناها.
كما تلعب وظيفة المفعول بي دور حاسم في تحديد السياق والمعنى العام للجُمل بشكل متناسق وفهم العلاقات الدقيقة داخل النصوص المكتوبة باللغة العربية. لذلك فإن دراسة هذا الجانب النحوي ضرورية لفهم بنيات الجملة وبناء الأفكار بصورة منطقية ومتماسكة. بالإضافة إلى حرص العلماء القدماء على توضيح قواعد استخداماته وتنوع صوره المختلفة لتسهيل عملية التعلم والحفظ لدى الطلاب والمبتدئين.
من الأمثلة البسيطة والجلية للمفعول به قول الشاعر العربي عمرو بن كلثوم:
"ألا هبي بصحنك فما أنت بمجدعة ولا بكأسك فإنك غير مشروبِ"
في هذه الآية الشعرية، جاء مصطلح "مجْدعَةٍ" كنموذج واضح لمفهوم المفعول به ضمن سياقه ضمن سلسلة الأحداث المنطوق بها والتي تشير للحالة النهائية للساقي حين عدم قدرتها على تقديم الخمرة للشراب بسبب انتهاء المخزون منها تماما! إذْ يشغل هنا موقع التركيز نحو اتجاه نتيجة تصرف القائم بالأمر وهو أمر طبيعي ومنطقياً للغاية عندما نستعرض نظامه الإيقاعي وترابط أدوات البيان فيه لاحظوا كيف يتم تعريفه دائماً بالنصب على مستوى حرف الروي الخاص بكل جزء منه... إنه فن بلاغي رائع حقا يستحق التأمل والدراسة العميقة للتعمق المزيد حول خصائصه المرغوبة للاستعمال الأدائي المثالي للغتين اللسانية والنثرية على حد سواء بدون انقطاع لقراءة النص التالي بسلاسته المعتادة عند تأدية مهمة سرد القصائد القديمة ذات الوزن والقافية المعروفتين جيدَا لدى جميع ذوي الاختصاص المحترفين بذلك المجال المعرفي الواسع والذي يحتاج الوقت والجهد لأتقانه بشكل مرض للفرد فردًا ومجموعيًا كذلك .