الجلد هو الأعضاء الأكبر حجماً في جسم الإنسان، وهو الخط الأول للدفاع ضد العوامل الخارجية الضارة مثل الجراثيم، الحرارة الزائدة، والأشعة فوق البنفسجية. يتميز هذا التركيب الفريد بمجموعة متعددة الطبقات تحتل مساحة تقديرية تبلغ حوالي مترين مربعاً عند الشخص البالغ. يُعتبر الجلد ليس فقط حاجزًا ماديًا بل أيضًا نظام تعقيد بيولوجي غني بالوظائف.
تتكون بنية الجلد بشكل أساسي من ثلاثة طبقات رئيسية وهي:
- البشرة (Epidermis): هي الطبقة الخارجية الرفيعة والمباشرة مع البيئة الخارجيّة. تتألف أساسًا من خلايا تسمى الخلايا القاعدية والتي تنقسم باستمرار لتجديد نفسها كل يوم تقريبًا. هذه العملية تدعم إنتاج الميلانين - الصبغة المسؤولة عن لون بشرتك بالإضافة إلى حماية الحمض النووي الخاص بك من الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
- الأدمة (Dermis): تعتبر الجزء الأكثر سمكًا وأهمية للجلد. تحتوي الأدمة على العديد من الهياكل الداعمة بما فيها الشعر والجهاز الغدد الدهنية والعصبي وشبكة واسعة من الأوعية الدموية التي توفر التغذية اللازمة وخلايا دم جديدة عبر شبكة كاملة من الكولاجين والإيلاستين التي تحافظ على مرونة ونعومة الجلد.
- النسيج تحت الجلد (Hypodrmis): يقع بين الأدمة وبقية الجسم ويعمل كوسادة امتصاصية للحفاظ على درجة حرارة مستقرة للجسد وتوفير الطاقة المخزنة هناك. يحتوي أيضا على بعض الخلايا العصبية والحساسات التي تساعدنا برصد الظواهر المختلفة حول سطح الأرض.
تعمل جميع هذه الطبقات جنباً إلى جنب بطرق مختلفة لتحقيق وظيفة واحدة: حمايتنا! ففي حين يقوم الجلد بحجب المؤثرات البيئية العنيفة فهو يعمل أيضاً كمستقبل حساس يستقبل المحفزات ويحاول ترجمتها لنظام الإشارات لدينا لإصدار ردود فعل ملائمة لها. لذلك يعد فهم هذه الآليات المعقدة ضروري لفهم الصحة العامة ورعاية بشرية أكثر شمولية ومعرفة كيف يمكن للأفعال اليومية التأثير عليها إيجابياً وسلباً بصورة مباشرة وغير مباشرة.