يعد تعاقب الليل والنهار ظاهرة كونية أساسية في حياتنا اليومية، حيث يحدث نتيجة لدوران الأرض حول نفسها مرة كل 24 ساعة. هذا الدوران من الغرب إلى الشرق حول محورها المائل يجعل طول الليل والنهار يختلف من منطقة لأخرى ومن فصل لآخر. ومع ذلك، فإننا نرى ضوء الشمس خلال النهار فقط بسبب موقع الأرض بالنسبة للشمس.

إن ضوء الشمس هو طاقة تنتقل على شكل موجات ضمن الطيف الكهرومغناطيسي الذي تشعه الشمس. هذا الطيف يتكون من مجموعة من الإشعاعات المقسّمة حسب الطول الموجي، بما في ذلك أشعة غاما، أشعة إكس، الأشعة فوق البنفسجية، الضوء المرئي، الأشعة تحت الحمراء، أشعة الميكروويف، والأشعة الراديوية. عندما يصل هذا الطيف إلى الغلاف الجوي للأرض، تقوم جزيئات الهواء بتحليل بعضه إلى أجزاء حسب الطول الموجي لكل جزء.

الضوء المرئي هو المجموعة الوحيدة ذات الأطوال الموجية المرئية للعين المجردة، وهو ما نراه كضوء الشمس. ومع ذلك، فإننا نرى ضوء الشمس خلال النهار فقط لأن الأرض تدور حول الشمس مع انحراف مقداره 23.5 درجة باتجاه الشمس. نتيجة لهذا الانحراف، فإن أحد القطبين سيكون معرّضاً للشمس لمدّة تقارب 6 أشهر متواصلة، مما يعني أن هذا القطب لن يرى الليل في هذه الفترة، ويسمى النهار في هذا المنطقة (بالنهار القطبي). وفي نفس الفترة، فإن القطب الآخر لن تصله أشعة الشمس لمدّة 6 أشهر أيضاً، ويسمى الليل فيه (بالليل القطبي). وفي الستة أشهر التالية، يتبادل القطبين موقعهما بالنسبة للشمس فيتعاقب الليل والنهار عليهما.

بالتالي، فإننا نرى ضوء الشمس خلال النهار فقط لأن الأرض تدور حول الشمس بحيث يكون أحد القطبين معرّضاً للشمس خلال النهار بينما يكون القطب الآخر في الظلام خلال الليل. هذا التناوب بين النهار والليل يجعل حياتنا تسير باتّزان وانسجام مع طبيعة الجسم البشري.