يتكون جسم الإنسان من مجموعة معقدة ومتنوعة من الأنسجة التي تعمل معاً لتوفير الدعم والحركة ووظائف أخرى حيوية. واحدة من هذه الأنسجة هي غضروف، والذي يلعب دوراً أساسياً في العديد من العمليات الجسدية. سوف نستكشف هنا كم عدد الغضاريف الموجودة في الجسم البشري وكيف تساهم في الصحة العامة للفرد.

في المتوسط، يحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 206 عظمة، لكن ليس كل منها محاط بغشاء كروي من الغضروف. يوجد ثلاثة أنواع أساسية من الغضروف في الجسم: الهيالين (أو الزجاجي)، الليفي، والإلاستيك. يتم استخدام النوعيات المختلفة من الغضروف بناءً على وظيفة المنطقة الخاصة بها داخل الجسم.

1. الغضروف الزجاجي (الهيالين): هذا النوع الأكثر شيوعاً يغطي نهايات العظام في المفاصل مثل الركبتين والكوعين، بالإضافة إلى الجزء الداخلي للأجزاء التنفسية كالقصبة الهوائية والشعب الهوائية. يساعد هذا الغضروف على تقليل الاحتكاك خلال حركة المفصل ويسهل عملية التنفس عبر القنوات الرئوية الصغيرة. ويقدر عدد قطع الغضروف الزجاجي بحوالي 84 قطعة في الجسم البشري.

1. الغضروف الليفي: وهو أكثر كثافة ومقاومة للمطّ الواحد مقارنة بالزجاجي. يمكن العثور عليه في المناطق المرتبطة بعظمَي القصرة والقيلة الفقارية؛ حيث أنه يوفر المرونة والدعم أثناء حركات الظهر والساعد. يُعتقد أن هناك ما يقارب 175 جزءاً من الغضروف الليفي في الجسم البشري.

1. الغضروف الإلاستيكي: يتواجد بشكل رئيسي في الأذن والأعضاء الأخرى ذات الشكل الحلقي، مثل حلقة ثني الأنف والفصوص الصدرية للأذنين الخارجية. تتميز هذه الأنواع بمحتوى أعلى بكثير من بروتين الكولاجين وبروتين آخر يسمى إلستون، مما يعطي مرونتها الفائقة. قد يشير البعض إلى وجود عشرات الآلاف من هذه الوحدات الصغيرة جدا والتي يصعب تحديد تعداد دقيق لها بسبب صغر حجمها وتوزيعها غير المنتظم.

بالإضافة لهذه الأنواع الثلاثة الرئيسية للغضروف، فإن بعض الأعصاب الطرفية تحتفظ أيضًا بطبقات صغيرة خارجية تصنف بأنها "غمد ميويليني"، وهي عبارة عن غطاء واقٍ مصنوع أساساً من نوع متخصص من الغضروف الزجاجي يحيط بالألياف العصبية لتحميها وتسهل انتقال النبضات الكهربائية بسرعات عالية بين الخلايا العصبية والعضلات والمخ.

من الجدير بالذكر أن حالة صحية تسمى أمراض المفاصل التنكسية، والتي تؤثر عادةً على الأشخاص الأكبر سنا، تنجم جزئياً عن انهيار تدريجي لغضروف زجاجي مفصل خاص بهم نتيجة للتآكل الطبيعي والتدهور التأكسدي المستمر للعمر. لذلك، يعد الحفاظ على نمط حياة نشيط وصحي أمر حيوي للحفاظ على سلامة وديمومة وظائف جميع أنواع غضارف أجسامنا طوال فترة حياتنا.