النرجسية هي حالة نفسية تتميز بالغرور الزائد واحترام الذات بشكل مبالغ فيه، مما يؤثر سلباً على العلاقات الشخصية والتفاعلات الاجتماعية لدى الفرد المصاب بها. يُعرّف اضطراب النرجسية الشخصية حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الخامس (DSM-5) بأنه نمط مستمر ومستقر من الغرور الزائد واحترام الذات المفرط، والذي غالباً ما يظهر خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ويمتد إلى البلوغ.
تشمل الأعراض الرئيسية للنرجسية الشخصية الرغبة الملحة للحصول على الثناء والثناء المستمر من الآخرين، والشعور بالنقص عند عدم تلقي هذا الانتباه، بالإضافة إلى الشعور بالتفوق والتميز فوق الآخرين. قد يعاني الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة أيضًا من صعوبات في الحفاظ على علاقات صحية مع الآخرين بسبب افتقارهم إلى التعاطف تجاه مشاعر وحاجات غيرهم. كما يمكن أن تتضمن تصرفاتهم عدوانًا ضمنيًا أو صريحًا عندما يشعرون بأن مكانتهم مهددة.
أما بالنسبة لأسباب ظهور اضطراب النرجسية الشخصية، فهي ليست واضحة تمامًا ولكن هناك عوامل متعددة تساهم فيها مثل العوامل الوراثية والعائلية والبيئية والنفسية. فقد يلعب التاريخ العائلي دورًا مهمًا حيث تميل بعض الأسر لتعزيز حب الذات والبقاء تحت الضوء أكثر من التركيز على تقدير قيمة الجماعة أو المجتمع. كذلك فإن التجارب المبكرة للأطفال -مثل الإساءة العاطفية أو الجسدية- يمكن أن تؤدي لتطور سمات شخصية نرجسية لاحقًا في الحياة.
من الجدير بالذكر أنه رغم اعتقاد البعض بأن جميع الأشخاص الناجحين هم نرجسيون بطبيعتهم، إلا أن ذلك ليس صحيحا دائمًا؛ إذ إن العديد ممن يحققون نجاحات كبيرة يتمتعون بمستويات طبيعية من احترام الذات دون الوصول إلى الدرجة المرضية لنرجسية الشخصيات المضطربة. ومع ذلك، بدون علاج مناسب ودعم نفسي، يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى تفاقم المشكلات الصحية الأخرى وتدهور نوعية حياة الأفراد المتضررة منه.
