تعتبر مسألة "كيف يقاس الذكاء" واحدة من أكثر المواضيع إثارة للجدل والمعقدة في علم النفس الحديث. يُعرَّف الذكاء عادةً بأنه قدرة الفرد على التعلم والتكيُّف مع البيئة المتغيرة وحل المشكلات واتخاذ القرارات بناءً على التجارب والملاحظات السابقة. ومع ذلك، فإن تحديد مستوى ذكاء الشخص ليس بالأمر السهل بسبب تعقيداته واختلاف وجهات النظر حول ماهيته وأبعاده.
إحدى الطرق الشائعة لقياس الذكاء هي اختبارات الذكاء القياسي مثل اختبار ستاينبرغ وبنتون للذكاء (SB5). هذه الاختبارات تقيم مجموعة متنوعة من المهارات بما فيها التفكير المنطقي، حل المسائل الرياضية، المفردات، واستيعاب النصوص. تتضمن المقاييس الأخرى المعترف بها استخدام اختبارات الذاكرة والجدارات المكانية والعصف العقلي والإبداع.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة نماذج نظرية تحاول فهم جانبي الذكاء المختلفة. يقدم نموذج غاردنر متعدد الذكايا فكرة وجود أنواع مختلفة من الذكاء بدلا من مجرد مقياس واحد شامل. تشمل هذه الأنواع الذكاء اللغوي، الرقمي، الاجتماعي-الشخصي، الموسيقي وغيرها الكثير.
ومع ذلك، رغم الجهود المبذولة لإيجاد طرق دقيقة لتقييم الذكاء، يبقى الأمر محاطا بالعديد من الاستفسارات والنقاشات. بعض النقاد يشيرون إلى محدودية اختبارات الذكاء التقليدية عند تقدير جوانب مهمة من القدرة المعرفية كالإبداع والإلهام الروحاني. كما تؤكد الحركة التربوية الجديدة بشكل متزايد على أهمية تطوير الذات الشخصية ضمن نطاق التعليم العام وليس فقط عبر التركيز على نتائج اختبارات قياس الذكاء البحتة.
في النهاية، بينما تستمر الأبحاث العلمية في استكشاف مفاهيم وممارسات جديدة لقياس الذكاء، يبدو أن النهج الأكثر شمولاً هو دمج مجموعة متنوعة من الأدوات والنظرية لفهم العمليات المعقدة التي تحدث داخل الدماغ البشري والتي تسمح لنا بلغتنا الخاصة بأن نقول أن شخص ما "ذكي".