لم يصل الإنسان بعد إلى المريخ بشكل مباشر ومباشرةً، لكن مساعيه لاستكشاف هذا الكوكب الأحمر قد شهدت تقدماً ملحوظاً منذ عقود مضت. بدأت رحلات استكشاف المريخ في ستينات القرن العشرين مع إطلاق "مارس نيك 1"، الذي رغم عدم نجاحه في تجاوز مداره الأرضي، أسفرت جهود لاحقة عن التقاط أول صور واضحة لسطح الكوكب بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية سنة ١٩٦٥م.
تعاظم اهتمام المجتمع الدولي بالمريخ نتيجة توقعات بفوائد محتملة عديدة منها البحث عن موارد المياه، دراسة قدرة الحياة البشرية على التأقلم والحياة там, فضلاً عن الرصد غير المسبوق لوجود أشكال مختلفة للحياة خارج حدود الأرض. هذه الأفكار ليست مجرد تخمينات؛ فقد طرح مدير وكالة الفضاء الوطنية الأمريكية (ناسا) أفكار مماثلة عندما دعا للاستعداد لعيش أبنائنا أحفادنا على كواكب أخرى لضمان البقاء الدائم للجنس البشري.
وعلى الرغم من المكاسب التي تحققت عبر عدة مهمات غير مأهولة قادتها كلٌ من الولايات المتحدة ودول آسيوية كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واتحاد أوروبا، إلا أنه ثمة تحديات كبيرة تسد طريق تحقيق حلم الهبوط الآدمي الناجح على المريخ. تشكل تكلفة المشروع النفسي الأكبر والعائق الرئيسي أمام التنفيذ المنتظم لهذه المغامرات عالية الخطورة عالية الجهد والتي تتطلب حوالي ستة مليارات دولار أمريكي لكل رحلة فردية جديدة - وهي مبالغ فعليا يفوق امكانيات الوكالات الحكومية الزمنياً. بالإضافة لذلك يفتقر العالم حاليًا للقواعد اللازمة لتسهيل عمليات الإطلاق المرتقبـة وما صاحب ذلك موقف الشركات الخاصة بالسعي للعب دور هائل وفعال ضمن تلك المنظومة المستقبلية الواعدة تحت ظل رعاية واسناد القطاع الرسمي وبذور الاعتماد المشترك بينهما .
كما تواجه الخطط المقترحة لحصاد نتائج علمية وعملية عميقة المعرفة بشأن طبيعة الغلاف الجوي للمريخ وطاقة الاختراق الحراري له وصمود بني البشر ضد عوامل بيئية صعبة تهددهم مستقبلاً وخلو المنطقة المدروسة تماماً مسبقا من اَي تأثيرات سياسية واقتصادية خارجية مؤثرة مباشرة عليها وفي نهاية المطاف نجد ان اغلب العقبات التي حالت دون وضع خطوات عملية علي أرض الواقع تتمثل أساسا بالإصلاحات المالية الداخلية داخل مؤسسات العمل الرئيسية لتلك البلدان المؤمنة حقا بتحول تلك الاحلام الي واقع ملموس الملآن بالقيم والمعرفة الجديدة للإنسان والفكر الجامع لنخب علمائية عالميين بكل اتجاهاته المختلفة هدف جميعها هو تقدم الانسان وحماية مصير جنس بشري كامل !