الفلسفة العملية هي أحد جانبين أساسيّين للفلسفة، بجانب الفلسفة النظرية. نشأت هذه الفلسفة بهدف تطبيق الأفكار الفلسفية والنظرية في الواقع العملي اليومي للإنسان. تعود جذور الفلسفة العملية إلى عصر النهضة الأوروبية، تحديدًا في الفترة ما بين 1596 و1650 ميلاديًا، عندما طرح رينيه ديكارت أفكاره الثورية بشأن استخدام الفلسفة لتحليل العالم الطبيعي والمادة المادية.
دعا ديكارت إلى فصل الفلسفة العملية عن الجانب التجريدي للتفكير الفلسفي التقليدي، مؤكدًا على أهمية دراسة الأشياء الملموسة واستخدام الأدوات اللازمة لدراستها وتحويل نتائج هذه الدراسات إلى إجراءات عملية قابلة للتطبيق. بذلك، برزت الفلسفة العملية كمجال يهتم بالأساسيات الأولى للسلوك البشري داخل المجتمعات المختلفة، مما جعلها ذات صلة مباشرة بمجالات مثل الأخلاق والإيثار السياسي.
ومن أشهر الشخصيات المؤثرة في تطوير الفلسفة العملية هم جون لوك وروبرت نوزيك وألمهاتما غاندي وكارل ماركس وغيرهم ممن اقترحوا طرقًا جديدة للنظر إلى القضايا الاجتماعية والأخلاقية عبر منظور أكثر عملية وعملية. وقد أثرت توجهات الديكارتية أيضًا في بداية القرن الحادي والعشرين على وجهة نظر فعالة أخلاقية تعرف بالنفعية، والتي تدعم ضرورة اتخاذ قرارات قائمة على تحقيق المصالح الشخصية بشرط عدم مخالفتها المبادئ الأخلاقية العامة والمعايير القانونية.
وفي النهاية، تعتبر الفلسفة العملية جزءًا حيويًا من التفكير الإنساني الذي يسعى لتوجيه الحياة نحو مسارات تتسم بالعقلانية والاستنارة، وبالتالي تشكل نهج حياة عادل ومستنير يعكس جوهر الانسان الراغب في فهم واقعه وتكييفه بما يحقق صالح الجميع وفق منظوره الخاص للعالم.