ابن سينا، المعروف باسم "الشيخ الرئيس"، هو أحد أبرز العلماء المسلمين في تاريخ الفلسفة والطب. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى في عام 370 هـ (980 م). يتميز ابن سينا بموهبته الفذة وذكائه الحاد، حيث حفظ القرآن الكريم والأدب في سن العاشرة، كما تعلم حساب الهند والفقه.
من أهم صفات ابن سينا:
- متوقد الذكاء: تميز ابن سينا بموهبته الفذة وعبقريته في تعلم القرآن والأدب في عمر العشر سنوات، بالإضافة إلى أنّه تعلم حساب الهند، وعمل بالفقه.
- كثير القراءة: كان ابن سينا يعتمد على نفسه في التعليم والثقافة من خلال القراءة، حيث يقول: "وصارت أبواب العلوم تتفتح علي، ثمّ رغبت في علم الطب، وصرت أقرأ الكتب المصنفة فيه، وعلم الطب ليس من الأمور الصعبة، فلا جرم أنّي برزت فيه في أقل مدة، وتعهدت المرضى، فانفتح علي من أبواب المعالجات من التجربة ما لا يوصف".
- متفائل: كان ابن سينا متفائلاً في جميع مراحل حياته، كما أنّه كان شديد الارتباط بموطنه الأصلي.
- سابق لعصره: كان ابن سينا سابقاً لعصره في الكثير من المجالات الفكرية، حيث لم ينشغل بالعلم عن مشاكرته في الحياة العامة، بل تعايش مع مشاكل مجتمعه في ذلك الوقت، وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.
- ناقد ومحلل: كان ابن سينا ناقداً ومحللاً لنظريات من سبقه، حيث يقول: "إنّ الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ والزلل".
في مجال الطب، يعتبر ابن سينا أول من كتب عن الطب في العالم، حيث اتبع نهج وأسلوب أبقراط وجالينوس. ومن أشهر كتبه: كتاب الشفاء، وكتاب القانون في الطب، والذي بقي مدة سبعة قرون متتالية كمرجع رئيسي في علم الطب. كما أنّه أول من وصف التهاب السحايا الأولي وصفاً صحيحاً، وأيضاً أسباب اليرقان، وأعراض حصى المثانة، بالإضافة إلى انتباهه إلى أثر المعالجة النفسية في الشفاء.
توفي ابن سينا عن عمر يناهز الثمانية والخمسين عاماً في يونيو عام 1037 م الموافق لشهر رمضان المبارك نتيجة إصابته بمرض. دُفن في همدان في إيران، وترك إرثاً علمياً وفكرياً كبيراً لا يزال يُدرس ويُحتفى به حتى يومنا هذا.