تعتبر الظواهر الفلكية أحد الروائع التي يقدمها لنا الكون الواسع، وهي ظواهر طبيعية ناشئة عن حركات الأجرام السماوية وجذبها المتبادل، بالإضافة إلى التحولات الداخلية للنظام النجمي. يمكن تصنيف هذه الظواهر وفقًا لعوامل عديدة بما فيها تكراريتها وشدة رؤيتها للعين البشرية. فيما يلي لمحة عامة عن بعض أشهر وأندر تلك الظواهر الفلكية:
المذنبات: رحلات عبر الزمن والفضاء
مدخل متقدم
المذنبات، والتي تعرف أيضًا بالأجرام القريبة من الشمس، تلعب دورًا بارزًا في دراسة تاريخ نظامنا الشمسي. إنها ترسل إلينا رسائل من الأعماق الباردة لجدران الهليوسنس (حزام كويكب Kuyper) وحزام أورط (الحزام الشبه ثابت). هنا نستعرض ثلاثة أمثلة مشهورة:
مذنب تشوريوموف-جيراسيمينكو (Comet Churyumov–Gerasimenko): الدوران والتفاعل مع العملاق الغازي
يتميز مذنب تشوريوموف-جيراسيمينكو بدروته الست سنوية حول الشمس، مما يتيح له المرور بمحيط المشتري بشكل منتظم. يشكل شكل الجسم الرائع والمتموج لهذا المذنب جزءًا كبيرًا من جمالياته ومصدر جذب للاهتمام العلمي. تم اكتشافه مؤخرًا نسبيًا، ولكن تواجد مركبة فضائية تابعة لناسا تسمى "روزيتا" منذ العام ٢٠١٤ حتى الانفصال النهائي عام ٢٠١٦ أدى لتقديم الكثير من البيانات الثمينة حول خصائصه ومعرفة المزيد حول التركيب الداخلي لهذه الأجرام الفضائية القديمة.
نيزك ليونيديز (Leonid Meteor Shower): عرض سماوي مذهل كل عقديين
في موسم نيزك ليونيديز الذي يحدث عادة في نوفمبر، قد يصل العالم العربي لوفرة واضحة للشهب قد تفوق 15 جسيمًا في الدقيقة! يرجع سبب ذلك لحظة دخول جسم صغير جدًا - وهو قطيع تابع لنجمة ليونيس الشهيرة- بغلاف الأرض الجوي بسرعات عالية جداً تصل للألف ميل/الساعة تقريبًا! بسبب مساره الدوري القريب نسبياً للأرض والذي يستغرقه حوالي ١,٣٣٨ يوماً فقط فإن رؤية شهب الليونيد تتحقق في فترات غير متواصلة ومتفرقة بحلول شهر نوفمبر. لكن عند اكتماله بصورة كاملة تزامنة مع مرور الأرض بهذا القطاع تحديدًا يصير مشهداً ساحراً بكل المقاييس تحت مرأى العين المجردة مادامت الأماكن خالية تماماً من الضوضاء الضوئية والحجب الأخرى المؤثرة.
مذنب هيل بوب(Hale-Bopp Comet): ظهور عابر ولكنه ساحر للغاية !
على الرغم من أنه ذو تواتر أقل بكثير -حوالي ۲۴۰۰ السنةـ إلا إن وجود Comets Hale Bopp يعد حدثا فريدا بلا منافسة لمن يعيشونه مباشرة. فهو ليس مجرد مشاهدة رائعة بل أيضا فرصة نادرا ماتتاح لإدراك منظور جديد تماما لكيفيه تكون واستمرار الحياة علي سطح كوكب ارضي محتمل مستقبليا .حيث ان لدينا فرص قليله جدا للحصول علي نظره مباشره مباشره نحو هذه "البقع السوداء"ضيئه اللون المبهمه والذي يبدو أنها تأتي مليئه بالإمكانيات لظهور حياة جديدة . وهو بذلك علامة تحدي أمام علماء الفيزياء الفلكية لبحث مدى احتمالات خلق الظروف المناسبة لإيجاد بيئات قادره لاستضافة تجمعات كيميائيه حيوه كما نحن عليها الآن .
التقارب والكوكبانيالونية : عندما ينضم مجموعة كبرى للتقابل
تشكل مصطلحات مثل 'الكوكبان' أو'الإشتراك الكوكبي'أوحتى طرائق أخرى مشابه لها أثناء تراص العديد من الكواكب ضمن خط موازي للإتجاه الراصد إليه نقطة اهتمام أساسية لدى مراقبين وكالة ناسا وغيرها ممن يهتمون باكتشاف حركة الأجسام السماوية المختلفة وبالتالي فهم خلفيات نجومنا ودور تأثيرهما المشترك فيما نعرفه اليوم باسم "الجيوفيزيا". وعلى رأس قائمة التأثيرات المحسوسه تدخل حساباتي دمج قوى المد والجزر بين جرم سماوي رئيسي وعضو آخر أصغر حجماً كالذي يحدث مثلاً مثل شعوذة حين تجتمع مجموعات كبيرة منها –كمجموعة الأربع كتل المركبات المهمة كالأرض والمشترى وزحل والشمس–مع أجرام اصغرمتناهية أهمتها كتلك الخاصة بنجم يقبع خلف حدود نظام شمسه الأخير...هذه المواقف الاستثنائية رغم عدم اتباع نمطي ذاتي بالنسبة لأنظمة الكواكب تعد سبب هائل للتساؤل بشأن أنه هل يوجد احتمال عمل قوانين حرجة مشتركة تسود مجمعات أخريات بعيدة ؟ وهذه الفرضية أثارت جدالا واسعا لمدة طويلة ولم يتم حل لغزه بعد ولكن يبدو انه سيتم طرح فرضيات بحثية مبتكرة تحاول وضع فرضيات اولانيه لها قبل نهاية القرن الحالي ...
---
الخاتمة :-
إن عالم الفضاء الخارجي يحفل بالمفاجآت والإبداعات المدهشة ، فالطبيعة دائما تقدم نماذجه خالديّة التفاصيل تستحق التأمل والتبصر بها بهدف بلوغ معرفتنا عن cosmos الخاص بنا ولعل دراسات مطولة كهذة تعمل كنقط بداية جيدة لفهم أعمق لكل ماهو مجهول حول هذا الكون الهائل مهما كان حجم المعارف المكتسب حاليا محدود ولا يسعف بالإجابة عمّا سيؤول اليهمستقبل الأمرإلى يومنا هذا ....